فيلادلفيا نيوز
عبّر مجلس ادارة غرفة تجارة عمان عن شكره وتقديره لجمهورية جنوب إفريقيا على مواقفها الداعمة لوقف العدوان الاسرائيلي على أهالي غزة، وجهودها برفع قضية على دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية لارتكابها مجازر وجرائم حرب بحق المدنيين وتدمير كل مقومات الحياة الاساسية في القطاع.
وقال رئيس الغرفة خليل الحاج توفيق خلال لقاء مجلسها، اليوم الاربعاء، سفيرة جمهورية جنوب افريقيا لدى المملكة تسيلاني موكوينا ان القطاع التجاري والخدمي بالعاصمة عمان يقف إحتراما لشجاعة لموقف جنوب أفريقيا، كونها تتطابق مع المواقف الأردنية الرافضة للعدوان الاسرائيلي الغاشم على اهالي قطاع غزة.
واضاف الحاج توفيق أن الدعوى القانونية ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية تمثل خطوة متقدمة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي جاءت في الوقت المناسب، في إطار المساءلة القانونية عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الغاصب في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتم خلال اللقاء الذي عقد بمقر الغرفة، بحث آليات تنمية وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وتعزيزها على مستوى مؤسسات القطاع الخاص، والاستفادة من الفرص المتوفرة، وتبادل زيارت الوفود والمعلومات وتفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة.
واكد الحاج توفيق أن مواقف جنوب افريقيا الداعمة للشعب الفلسطيني تحتم على دول العالم الحر دعمها ومساندتها سياسيا واقتصاديا، موضحا ان تجارة عمان ستقود حراكا اقتصاديا مهما لتعزيز عمليات الاستيراد بين البلدين واقامة المعارض المشتركة واعادة احياء الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع غرف التجارة في جوهانسبورغ وكيب تاون.
ولفت الحاج توفيق الى ضرورة إقامة المشاريع التجارية المشتركة بين الأردن وجنوب افريقيا والاستفادة من الاتفاقيات التي تسمح بتصدير المنتجات الأردنية للعديد من التكتلات الاقتصادية العالمية من دون رسوم جمركية أو محددات كمية.
واشار الى اهمية موقع الاردن الاستراتيجي والاستقرار والامن الذي تعيشه وسط العديد من الصعوبات السياسية والامنية التي تواجه العديد من دول المنطقة، مؤكدا ان ذلك جعل من المملكة وجهة ومحطة مفضلة لاصحاب الاعمال والمستثمرين والشركات.
واوضح الحاج توفبق إنه وبالرغم من أن التبادلات التجارية الفعلية بين الاردن وجوب افريقيا متواضعة إلا أن هناك رغبة لزيادتها، مشيرا إلى أن إمكانات التجارة الثنائية بين الجانبين كبيرة، لافتا إلى ان الغرفة ستقوم بتنظيم زيارة لوفد تجاري لزيارة جنوب افريقيا خلال منتصف العام الحالي لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين الصديقين.
بدورهم، أكد اعضاء مجلس الادارة الحضور استعداد غرفة تجارة عمان لاستقبال وفد تجاري من جنوب افريقيا وتنظيم لقاءات مع شركات اردنية من مختلف القطاعات الاقتصادية بهدف تعزيز التواصل والتعرف على الفرص التجارية المتوفرة لدى شركات البلدين بالاضافة الى امكانية توقيع اتفاقية تعاون مع غرفة تجارة بريتوريا.
ولفتوا الى دعم ومساندة الاردن الرسمي والشعبي والقطاع التجاري هذه الدعوى ومتابعة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية، آملين من محكمة العدل الدولية سرعة الاستجابة إلى الطلب من خلال إصدار قرار بوقف إطلاق النار الفوري.
وعبّروا عن أملهم في بناء تعاون وعلاقات تجارية جديدة بين البلدين بما يتوافق مع مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة التي تجمع البلدين الصديقين، مؤكدين وجود فرص اقتصادية لا بد من استغلالها وضرورة تبادل المعلومات حول الفرص الاستثمارية بين الجانبين.
وتطرقوا الى العديد من التحديات التي تواجه التجار الأردنيين فيما يتعلق بالإستيراد من جنوب إفريقيا، ومنها إرتفاع كلف الشحن والرسوم الجمركية، وعدم وجود خطوط طيران مباشرة وخطوط شحن بحرية بين البلدين.
وشددوا على أهمية قطاع السياحة الذي يمثل أولوية رئيسية للبلدين وضرورة التعاون السياحي بين خاصة ان المملكة تمتلك أماكن سياحية دينية وعلاجية وترفيهية جاذبة للسياح، بالاضافة للتعاون بمجال التعليم وبخاصة لغير الناطقين باللغة العربية.
من جهتها، قالت السفيرة موكوينا “لقد تابعنا باهتمام خطابات جلالة الملك التي حملت على الدوام مضامين الدعم للشعب الفلسطيني والتحشيد لوقف الحرب على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية”، مضيفة “نحن نرى معكم أن العدون ليست على غزة وحدها، وإنما على الفلسطينيين أجمع”.
واضافت ان الفريق القانوني الذي ترافع امام محكمة العدل الدولية أعدّ جميع الوثائق والدفوعات القانونية التي تدين دولة الاحتلال وما اقترفته من تدمير في عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الى ان الدعوة المقدمة الى محكمة العدل الدولية بحق اسرائيل استندت في بعض أوراقها إلى مضامين وخطابات المسؤولين الأردنيين، مشددة انها بلادها بحاجة إلى المساندة الدولية ولاسيما من الأردن الذي يحمل موقفا متقدما على كل المواقف العالمية.
واوضحت أن موقف بلادها يتوافق ويتشارك مع الأردن في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، لافتة إلى أن واحدة من أهداف الدعوى أمام محكمة العدل الدولية وقف استهداف الأطفال والنساء والشيوخ لأن ما يجري بحقهم هو تطهير عرقي.
واكدت ان بلادها مهتمة بتوطيد العلاقات الاقتصادية مع الاردن وزيادة مستوى التبادل التجاري والإستثماري ومد جسور التعاون بين الفعاليات الإقتصادية في البلدين، والبحث عن استراتيجيات جديدة لتطويرها وتنميتها وبخاصة ان الاردن يعد الدولة الاكثر استقرارا بالمنطقة ما ينعكس على الاستقرار الاقتصادي.
وأشادت السفيرة موكوينا بجهود الغرفة الفاعل وتعاونها المستمر وتنسيقها مع السفارة للنهوض بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين نحو مستقبل مشرق واعد، وحرصها أيضاً للتواصل والتنسيق مع السفارة في الترويج لجميع الفعاليات الاقتصادية التي يتم تنظيمها.
يذكر ان صادرات المملكة الى جنوب افريقيا بلغت خلال عام 2022 حوالي 37 مليون دولار، مقابل 99 مليون دولار مستوردات، فيما تعتبر الصناعات الكيماوية والمواد النسيجية والاجهزة والمعادن والاغذية ابرز صادرات الاردن الى سوق جنوب افريقيا.
حضر اللقاء، اعضاء مجلس ادارة الغرفة، نبيل الخطيب وبهجت حمدان ومحمد طهبوب وخطّاب البنا وفلاح الصغير وعلاء الدين ديرانية وامجد السويلميين، والمدير العام للغرفة هشام الدويك.