فيلادلفيا نيوز
… ارغب دائماً بالحديث عن النصف الممتلىء من الكأس اعشق التفاؤل ولا اميل لحديثٍ يغلفه تشاؤم ، في ازمتنا الكونيّة الكورونيّة
هذه ، اسبابها ومساراتها وتأثيراتها على سكان هذا الكوكب ثمة مايدعو للتفكير بعمق لن اتحدث في نظرية مؤامرة ولا في تحليل موجة الاتهامات المتبادلة بين الامريكان والصين وتراشق التصريحات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولن اتحدث نيابةً عن جهابذة الطب والبيولوجيا في هذا الكون والذين يسمعونا كل يومٍ حكاية عن هذا الفيروس اللغز !
سأقصر حديثي عن الاردن هذا الذي سجّل وبهمة ابناؤة من الكوادرالطبيّة ، وبإسنادٍ من قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنيّة ، وبتوجيهات ومتابعة دقيقة من جلالة الملك حفظه الله ورئيس الوزراء والحكومة كلٌ في أختصاصهِ ، جزاهم الله خيراً ، ثم بوعي المواطن والتزامه ، والذي هو حجر الأساس في التصدّي لهذا الوباء ..سجل الاردن قصة نجاح يُبنى عليها …
ــ من المُنصف القول ان هذه الأزمة على الأردن والعالم طارئة وفريدة و غير مسبوقة ، وعليه فأن كل التدابير التي أُتخذت في بلدنا ، كانت تتناسب الى حدٍ كبير مع حجم المُفاجأة ، والاّ لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من إنجاز ، صحيح أن هناك ثغرات ظهرت في خضّم الأزمة ولا زالت هنالك هنات وثغرات و ارباكات في تطبيق هذه التدابير ، وما هذه الاّ لطبيعة الأزمة ، فالأمر يتعلق بالصحة العامة ، وهي أثمن ما يمكن أن يملكة الأنسان …
ــ ايام صعبه ، عاشها ويعيشها الأردنيون ، لكن هذا أسهل بكثيرفيما لو تفشّى هذا الفيروس وشكّل عبئاً على نظامنا الصحي ـ لا قَدّر الله ـ عندها ستكون النتائج أصعب بكثير، ومن المؤكد ان تداعيات هذه الأزمة لن تكون برداً وسلاماً على اقتصادنا وحياتنا بعد انجلائها ، لكن ما يُعزي الأردن انها طالت كل العالم بلا استثناء ، ومثلما يقول المثل لدينا ” كل واحد همُّه على قدُّه ” .
ــ نختلف ، ونتفق ، ونناقش ، وترتفع اصواتنا ، وننتقد ، وربما نعارض بعض الأجراءات والتخريجات في إدارة هذه الأزمة ، وهذا حق ، وفي اطار البيت الواحد تختلف الآراء ، لكن علينا ان نقرأ الأردن وإنجازة المُتميّز في عيون الأعلام العالمي وفي نظرة معظم دول العالم للنموذج الأردني الناجع والحصيف في ادارة الأزمة ، علينا ان ننظر في النتائج على الأرض وفي مُخرجات المشهد المُضيء الذي بدا محل إعجاب عالمي … علينا ان نؤجل الكثير من التفاصيل فالوقت ليس مناسباً البتّه في الخوض فيها
وعلينا ان نتذكّر دوماً ان اخوة لنا في الميدان يواصلون ليلهم بنهارهم في المواجهه ، واجبنا تجاههم الشكر والمؤآزرة ، لا ان نحبطهم في احاديثنا الجانبيّة ..
ــ ونحن نقف على ابواب الرحمة في شهر الرحمة ، ندعو الله مُخلصين ، ان يكشف هذه الغمّة عن بلادنا وسائر البشريّة ، أنه تعالى العليّ القدير .
{ وكل عام وأنتم بخير أحبتي } .