فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
.. في كل بلدان العالم ، تحدث أزمات متنوعة ، والحكم في نهاية المطاف يكون على مقدرة هذا البلد او ذاك وفاعلية أجهزتة ومواطنيه في مواجهة الأزمة وإنهائها او مُحاصرتها او على اقل تقدير التخفيف من آثارها السلبية على المجتمع …
في الأردن واجهتنا ازمات عاصفة على امتداد عمر هذا البلد ، وعَدّت هذه الأزمات بسلام وخرج الوطن منها بأقوى مما كان ..
في ازمة الساعة ” كورونا ” لي بعض الملاحظات ، وهي بالمناسبة تمثل وجهة نظري الخاصة قد يخالفني البعضُ فيها ، وقد تتوافق مع آراء الكثير من ابناء هذا الشعب الطيّب
أُلخصها تالياً :
ــ الأردن لا يعيشُ مُنعزلاً في جزيرة ، ولا يقبعُ على كوكبٍ آخر ، هو جزء من هذا العالم ، ومُكّوِن في منظومة العالم الثالث ، يتأثر بما تتأثر به كل الدول التي تربطهُ بها علاقات سياسية او إقتصادية ، او تداخل ديموغرافي ومواطنوه في حركة دؤوبة بكل اتجاهات الأرض ، وحدودة مفتوحة لكل زائر ووافد وشقيق ، فمن هنا فأن احتمالية ظهور حالات كورونا كانت واردة جداً ، ومن يعتقد غير ذلك فهو مُفرطٌ في المثالية ويكابرُ بالمحسوس …
ــ وكمتابعٌ كغيري من ابناء الوطن ، للأجراءات التي اتخذتها الحكومة ، لمستُ انها مناسبة وفي مكانها وزمانها الصحيح وبدون ادنى مبالغة تتماهى مع ما قامت به دول متقدمة ضربها هذا الفيروس اللعين ، وهذا ما أكدتهُ منظمة الصحة العالمية مؤخراً ..
ولا اريد الخوض فيما اتخذتة وزارة الصحة والأجهزة المعنيّة من أجراءات … كما انني لا ابيحُ لنفسي البتّة الخوض في الجوانب العلمية والطبيّة والفنيّة المُتخذة من المعنيين فلست طبيباً ولا مختصاً بهذا الشأن …
ــ نأتي الى الجانب الهام المواكب لهذه الأزمة ، وهو الإعلام ؛ ومن حيث المبدأ فأن للمواطن الحق كل الحق في الحصول على المعلومات الخاصة بهذا الشأن ، ومن حقة ان تضمن له الدولة حريّة الرأي والتعبير والنقد لأي تقصيراو تهاون في اداء المؤسسات الرسمية تجاه هذه الجائحة العالمية سيما وأن الأردن جزء من العالم وأصبح على خارطة الدول التي ظهر فيها حالات للفيروس حتى وان بقيت في حدود حالة واحدة وفي الحجر الصحي ، لكن ما شهدناه بالأمس وفور الإعلان عن اول حالة في البلاد ، شهدنا تراشق وحرب إعلامية فرسانها إعلاميون وغير إعلاميين ، ووابل من الشائعات عجت بها مواقع التواصل ولا زالت ، ركزت على القاء اللائمة على هذه الجهة اوتلك ، ووصلت حد التشكيك في اجراءات الدولة المُتبعة ، مما اربك تفكير المواطن والدولة على حدٍ سواء
واثارت نوعاً من الهلع والتوترفي الشارع الأردني غيرمسبوق …
ــ المطلوب من الحكومة : مزيداً من الرقابة على القادمين من بقاع العالم التي صُنفت بؤراً ساخنة لإنتشار الفيروس كورونا ، ومزيداً من الموضوعية والشفافية والمصدافية وفي هذا الصدد فأن تشكيل غرفة عمليات مركزيّة موحدة ، وناطق اعلامي رسمي واحد للتعاطي مع هذه الأزمة ، على ان تضمن الحكومة توفير كافة المعلومات التي يحتاجها الإعلام وبالتالي المواطن حول الموضوع ، وتضمن الحكومة تدفق المعلومات تباعاً لهذا الناطق بإسمها وبكل صراحة ومصداقية وشفافية وموضوعية …بات امراً عاجلاً وضرورياً …
ــ المطلوب من المواطن : أخذ اقصى درجات الحذر ومتابعة الإرشادات الطبيّة الصادرة عن وزارة الصحة والتعامل معها بكل جديّة وإهتمام ، والبُعد عن نقل وإعادة نشر الفيديوهات التي تحتوي الكثير من التهويل والمبالغة عبر مواقع التواصل …سيما وان المواطن الأردني ذكي ومتعلم ومثقف ومُطلع ، ويميز الخبيث من الطيب ..
والبعد عن ثقافة التلاوم والتشكيك ، فلنتقي الله في هذا الوطن وسمعتة الطيبة بين البلدان العربية والأجنبية … وكفانا جلداً لأنفسنا ولننحي خلافاتنا جانباً ..
حمى الله الأردن ، أرضاً وقيادةً وشعباً
والله من وراء القصد .
