فيلادلفيا نيوز
خالد زعل الطراونة
منذ عامين ، وفي موعد تكوّن براعم اللوز ، تمهيداً لِإزهارها ، تزورني مجموعات من عصافير الدوري ، لتأتي على هذه البراعم ، وتحرمني من محصول اللوز لشجرتي الوحيدة في حديقتي ، لا انكر انني فكرت بِوضع ” فزّاعة ” لإبعاد الطيور وأنقاذ “المحصول” ، الاّ انني تراجعت عن تفكيري هذا ، أمام حقيقة الخلق والخالق والأرزاق فتركتها تصول وتجول وتأكل ما لذ لها وطاب من هذه البراعم !
هذا الموسم ، تفاجئت بإنضمام فصيل آخر ، من طائر الزرزور ، ليتناوب هو الآخر مع الدوري على ما تبقى من براعم ، وعند ظهيرة هذا اليوم ، أحتدمت معركة حامية الوطيس بين الفصيلين ، وفجأةٍ يتوقف الإِشتباك بينهما ، ليتوجه الجُهد بإتجاه ” قِط مارِق” هاجم ساحة القتال ، محاولاً التسّلق الى الشجرة للفوز بصيدٍ ثمين منتهزاً إنشغال الخصمين بمعركتهما ، الاّ ان محاولاته باءت بالفشل امام توحد الخصمان ضده ، واحباط محاولته الفاشله لشق الصفوف ، فما كان منه الاّ الهروب بِجلدِه !
… في عالمنا العربي عامةً وفي الأردن على وجه الخصوص ، ثمة عِبر ودروس يتوجب علينا استلهامها من مخلوقات الله من عالم الطيروالحيوان ! قد نختلف في كثيرمن الأمور حد الإشتباك ، لكن حال وجود خطر يهددنا جميعاً ، لا بد لنا من التكاتف وتوحيد الصف إزاء هذا الخطر !
الأخطار الداهمة التي تواجه هذا البلد كثيره ومتعدده ومتشعبه ، وربما لا اكون مبالغاً إن قلت ان من أبناء جلدتنا من يتمنى لنا الإنزلاق الى حواف الفوضى ” لا قدر الله ” ، فما علينا الاّ الإصطفاف والتوحّد في مواجهة هذه الأخطار ، ولنؤجل عوامل اختلافنا لحين انجلاء الغمامة ..
حمى الله الأردن ارضاً ، وشعباً وقيادة