فيلادلفيا نيوز
ضمن احتفالات جامعة الزيتونة الأردنية بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ، رعى العين الدكتور عبدالله النسور رئيس مجلس أمناء الجامعة اليوم الإثنين، ندوة حوارية بعنوان ” الرؤية الملكية في التحديث السياسي ” نظمتها عمادة شؤون الطلبة في الجامعة.
وتحدث في الحوارية رئيس لجنة مبادرة الحوار الوطني الشبابي في مجلس الأعيان الدكتور أحمد علي العبادي، ومساعد رئيس مجلس الأعيان مفلح الرحيمي وأعضاء اللجنة الأعيان، الدكتور محمود أبو جمعة، وعيسى مراد، وفاضل الحمود، والدكتورة ميسون العتوم، بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد المجالي، و رئيس هيئة المديرين المهندس إياد القرم، و عمداء الكليات و مدراء الدوائر في الجامعة وعدد من الطلبة.
وأشار الدكتور النسور إلى أننا نعمل ضمن الدستور، و أن جلالة الملك شدد أنه لا يوجد دولة في العالم ناجحة و مستمرة و ثابتة تستطيع العيش بدون حياة حزبية أو برلمانية، مبيناً أن ضعف الدول غير الديمقراطية وتهاويها وزوالها هي مسألة وقت، وأن جلالة الملك يشير إلى جاهزيتنا لعمل دولة حديثة و عصرية وجادة وقوية بذاتها من خلال مؤسساتنا و حكوماتنا.
وأضاف أن من مصلحتنا أن يكون لدينا برلمان واعٍ وحضاري يعي التحديات والأهداف والأساليب للوصول الى ما يصبو إليه في المستقبل، وأن البرلمان الفردي لم يعد لوحده يكفي ولا بد من وجود الأحزاب.
بدوره أشار العين العبادي في بداية الندوة إلى أهمية الحوار مع الشباب لدورهم الحيوي في الأحزاب السياسية و الانتخاب لاسيما في المرحلة القادمة، وأن جلالة الملك في جميع أوراقه النقاشية ركز على ضرورة إشراك الشباب في الأحزاب و في منظومة التحديث السياسي، مبيناً أن الأحزاب عملت بحرية على الساحة الأردنية منذ زمن، وأن لديها قضايا وطنية وبرامج و تحديات داخلية وخارجية وقضايا سياسية، وتعمل وفق برنامج وطني، و هناك إمكانية للتنسيق بين الأحزاب داخل الأردن و انه لا يجوز ان يندمج أي حزب داخلي مع حزب أجنبي حسب القانون الأردني، مؤكداً أن الحالة البرلمانية لم تنقطع في الأردن، وأنه صدرت مجموعة من القوانين التي تتعلق بالأحزاب كان آخرها قانون رقم 7 لسنة 2022، و يحدد عدد المنتسبين للأحزاب و عدد الشباب، و تمثيل المرأة في الأحزاب.
وأكد العبادي أن هناك قضية مهمة يجب التنويه لها و هي كيفية الربط بين الأحزاب و الانتخاب، و أشار الى التوجه لتخصيص 41 مقعداً للأحزاب في مجلس النواب القادم، ووسترتفع النسبة وصولا إلى 65 % في المجلس الـ22 بالإضافة الى ما تحصل عليه الأحزاب في المجالس المحلية، مبيناً ان الإرادة متحققة و العمل الحزبي مر في مراحل لم تكن في مستوى الطموح ، لهذا لا بد من إعطاء الأحزاب دفعة قوية، وانه سوف نلمس بعد الانتخابات القادمة تأثير الأحزاب والاتجاه نحو برلمان حزبي يشير الى تمكين المرأة و الشباب.
من جهته، قال العين الرحيمي أن الكره الآن في ملعب الشباب وأن هذه المرحلة تتطلب إشراك الشباب وأن جلالة الملك وولي العهد يعولان كثيراً على الشباب، وأن جلالته شدد في خطاب العرش الأخير على افساح المجال للشباب واعطائهم فرصة ليكونوا من أصحاب القرار.
وبين أنه تم تشريع القوانين وتعديل الدستور ليتماشى مع اشراك الشباب والمرأة في الأحزاب وأنه يحق الآن لأي شاب أو فتاة الترشح للانتخابات، مبيناً ان التحدي كبير جداً و اننا نتطلع جميعاً لوجود مرحلة قادمة شبابية.
وشدد على ضرورة انتماء الشباب للأحزاب حتى ننهض بهذه التشريعات الجديدة و الرؤى الجديدة، و يصبح لدينا برلمان برامجي و حكومة برامجية وصولاً لوجود حكومات مشكلة من الأحزاب.
وقال العين أبو جمعة أن هناك ندوات تقيمها الجامعة باستمرار لتوعية وتثقيف الطلاب بدور الأحزاب، مطالباً الشباب بالبحث والتحري عن الأحزاب و معرفة برامجها قبل الانتماء إليها، لكي تتماشى تلك الأحزاب مع رؤيتهم و تطلعاتهم و فكرهم و تحقيق مساعيهم، وأن الفرصة مواتية الآن للشباب ليصبحوا نواب شباب برعاية و توجيه ملكي ضمن ضمانات للانتساب للأحزاب، إضافة الى قانون الأحزاب والتعديلات التي طرأت عليه مؤخراً التي تضمن حق الجميع بالانتساب للأحزاب.
من جانبه، قال العين مراد أن التحديث يشمل الجانب السياسي والاقتصادي والإداري وضرورة أن يتنافس الشباب على فرص العمل المتوفرة، وأن منظومة التحديث بشكل عام تقدم المصلحة العامة ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار، لافتًا إلى أن الأحزاب من الواجب عليها إشراك الشباب والمرأة في اتخاذ القرار من خلال توليهم مناصب قيادية في الأحزاب.
بدوره قال العين الحمود أن جلالة الملك وولي العهد يؤكدان دوماً على دور الشباب، و أضاف أن ما يميز التحديث السياسي في الأردن هو أنه يأتي من النظام السياسي و رأس الدولة ممثلة بجلالة الملك و هذا ما يميز الأردن عن باقي الدول، و أن الضمانات للانتماء للأحزاب تنبع من رسائل جلالته للجنة التحديث السياسي التي شكلت والحكومات و أن أهم ضمانه هو ما ورد في قانون الأحزاب في المادة الرابعة والتي تبدد التخوف لدى الشباب وأسرهم في انتماء أبنائهم للأحزاب التي تنص على أنه يمنع التعرض لأي أردني و المساس بحقوقه الدستورية والقانونية أو مساءلته أو محاسبته من قبل أي جهة رسمية أو غير رسمية، بسبب انتمائه لحزب ويمنع التعرض لطلبة التعليم العالي بسبب الانتماء او النشاط الحزبي والسياسي، وانه يحق لهؤلاء اللجوء للمحاكم المطالبة بالتعويض عن أي ضرر مادي أو معنوي لحق بهم.
وأكد أننا نسير نحو تشكيل حكومات حزبية، و طالب ان يكون لدى الشباب توجه سياسي و أن لا يكونوا من الأغلبية الصامتة، بل من ضمن الأغلبية التي تسعى للتغيير لتحقيق ما هو أفضل للأردن.
وفي ذات السياق، أشارت العين العتوم أن الوضع الطبيعي لكل الديمقراطيات المتقدمة أن تأتي من كل القوى الحية من الشباب والنساء القادرة على قراءة الواقع ونقده و تغييره، وأن المجتمعات الديناميكية هي من تصنع التقدم، مبينةً أن معنى الانتساب للأحزاب هو صناعة القانون الذي يحكم أفعالنا، و الذي يحقق الحرية والديمقراطية، و ذلك من خلال المجتمع المدني والنقابات والأحزاب، مضيفةً أن الأحزاب جاءت نتيجة طبيعية للمجتمعات الديمقراطية والتي وجدت هذه المنابر لتنظيم الفوضى والصراعات المجتمعية، وأن الأحزاب تأخذ على عاتقها صناعة مصلحة المواطن والمصلحة المشتركة التي تصب في خدمة المجتمع، وأن التحديث والحداثة هي استحقاق تاريخي و تحول حدث في كل البلدان.
وفي نهاية الندوة تم الإجابة على الاستفسارات و الأسئلة التي طرحها المشاركين و الطلبة .