فيلادلفيا نيوز
بدأت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اليوم الاثنين، اجتماعا طارئا حول الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية على مدينة دوما السورية، كما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مصدر دبلوماسي إن الاجتماع “بدأ للتو” في مقر المنظمة في لاهاي بعد وصول المشاركين وبينهم سفيرا روسيا وفرنسا لبحث الهجوم الكيميائي المفترض الذي وقع في 7 نيسان (أبريل) وحمل الغرب دمشق مسؤوليته.
ويعقد الاجتماع على مستوى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يضم 41 عضوا من أصل أعضاء المنظمة الـ192.
وفي دمشق، شاهدت مراسلة فرانس برس نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مغادراً الفندق الذي يقيم فيه وفد المنظمة الاحد بعد ثلاث ساعات من دخوله اليه، من دون الإدلاء بتصريح.
من جهة أخرى، لا يزال الغموض يحيط باستراتيجية واشنطن حيال سورية، إذ أكد البيت الأبيض الأحد أن دونالد ترامب مصمم على سحب القوات الأميركية في أقرب وقت ممكن، بعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس أقنعت الرئيس الأميركي بالبقاء في سورية “لمدة طويلة”.
وبعد ساعات على الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت ودمرت ثلاثة مواقع يشتبه بأنها مرتبطة ببرنامج السلاح الكيميائي السوري، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على موقع تويتر وصول فريق تقصي حقائق الى دمشق ظهر السبت تمهيداً للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما الذي ادى في السابع من نيسان (أبريل) الى مقتل أربعين شخصاً، وفق مسعفين وأطباء محليين.
واتهمت الدول الغربية دمشق باستخدام غازي الكلور والسارين في الهجوم فيما تنفي دمشق وحليفتها موسكو استخدام أسلحة كيميائية.
ولم ترد الكثير من التفاصيل حول الاجتماع الذي تعقده منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاثنين في مقرها في لاهاي.
وتواجه البعثة مهمة صعبة في سورية بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية. وتتعلق المخاطر أيضاً باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات روسية وسورية بعد ساعات من الضربات الغربية.
ولم يتم التثبت مما إذا كان الفريق توجه الى دوما ليبدأ عمله الميداني، كما اعلن معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان قبل الظهر لفرانس برس، مؤكدا “سندعها (البعثة) تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط”.
وعادة ما يبدأ المحققون عملهم بلقاء المسؤولين، لكن الاجتماعات تعقد خلف أبواب مغلقة، كما يفرض الطرفان تعتيماً اعلامياً على مسار عمل وفد المحققين.
وشاهدت مراسلة فرانس برس الأحد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يدخل الفندق الذي يقيم فيه وفد المنظمة وخرج منه بعد ثلاث ساعات من دون الإدلاء بتصريح.
وأعلن البيت الابيض الأحد أن المهمة الأميركية في سورية “لم تتغير” مؤكدا أن ترامب يريد سحب القوات الأميركية في أقرب وقت ممكن.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية ساره ساندرز إن “الرئيس كان واضحا، إنه يريد ان تعود القوات الاميركية باقرب وقت ممكن الى الوطن”.
وتابعت ساندرز “نحن عازمون على سحق تنظيم داعش بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته. وبالاضافة الى ذلك، نتوقع ان يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الاقليميون مسؤولية اكبر عسكريا وماليا من اجل تأمين المنطقة”.
وجاءت تصريحات المتحدثة بشأن الانسحاب لتتناقض مع ما أعلنه ماكرون في مقابلة تلفزيونية مطولة مساء الأحد، مؤكدا أنه أقنع ترامب بعدم سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية.
وقال ماكرون إن ترامب بات الآن مقتنعا بضرورة الإبقاء على الوجود الأميركي في سورية، موضحا “قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سورية.. أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء مدة طويلة”.
وأضاف معلقا على الضربات “لقد نجحنا في العملية على الصعيد العسكري”، لكنه شدد على أنها لا تشكل إعلان حرب على سورية.
وأشار إلى أن “الهدف هو بناء ما يسمى بالحل السياسي الشامل” لوقف النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات في سورية، ملمحا إلى أنه لا يرغب في رحيل فوري للأسد عن السلطة.
وتابع أنه من أجل التوصل إلى “هذا الحل الدائم، يجب أن نتحدث مع إيران وروسيا وتركيا”، داعيا من جهة أخرى إلى تحريك العمل الدبلوماسي والمفاوضات بين الغربيين في إطار مجلس الأمن الدولي حيث تملك روسيا حق النقض (الفيتو).
أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تواجه انتقادات لتحركها خارج إطار الأمم المتحدة، فمن المتوقع أن تتوجه الاثنين إلى البرلمان البريطاني لشرح موقفها.
وكان وزير خارجيتها بوريس جونسون أعلن الأحد أنه ليس هناك خطط لشن المزيد من الضربات مضيفا “أخشى ان تكون النتيجة غير السعيدة لهذا انه اذا قلنا ان تحركنا يقتصر على الاسلحة الكيميائية.. سيعني بالطبع انه يجب ان تستمر الحرب السورية”.
وتجري مناقشات في مجلس الأمن اعتبارا من الاثنين حول مسودة قرار جديدة بشأن سوريا قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون بعد ساعات على الضربات، تنص بصورة خاصة على إنشاء آلية تحقيق جديدة تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في سورية.
ومنذ ورود أول التقارير عن الهجوم الكيميائي، شهد المجتمع الدولي توتراً بين موسكو والدول الغربية.
وأعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي الاحد ان واشنطن ستفرض الاثنين عقوبات جديدة بحق روسيا على صلة باستخدام النظام السوري المفترض للاسلحة الكيميائية.
وأضافت أن العقوبات ستستهدف “مباشرة كل انواع الشركات التي تهتم بمعدات مرتبطة بالاسد واستخدام اسلحة كيميائية”، ملمحة الى امكانية فرض عقوبات محددة على شركات روسية.
ودان الرئيس السوري بشار الأسد الأحد “حملة من التضليل والأكاذيب في مجلس الأمن” الدولي.
بدوره، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني الذي تعد بلاده من أبرز داعمي نظام الاسد إلى جانب موسكو، من أنه “اذا تكررت افعال مماثلة في انتهاك لميثاق الامم المتحدة فإن هذا سيُحدث بدون شك فوضى في العلاقات الدولية”.
وإذ أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن لا ضربات جديدة مرتقبة ضد سورية، قالت هايلي إن بلادها “مستعدة للتحرك مجدداً” في حال تكرر استخدام الأسلحة الكيميائية.-(ا ف ب)