فيلادلفيا نيوز
الأحاديث التي تناثرت خلال أكثر من شهر بشأن اقتراب رحيل حكومة الدكتور بشر الخصاونة انطلاقا من عدم قدرتها على تحقيق المطلوب منها حتى الآن، باتت تخفو شيئا فشيئا مع الإعلان عن لجنة ملكية للإصلاح ينتهي عملها مع بداية الدورة العادية الأولى لمجلس النواب في شهر 10 المقبل. وفي الأوساط السياسية التي كانت مؤمنة يقينا بأن عمر الحكومة يتناقص إنطلاقا من أن الرئيس لم يتمكن حتى اليوم من فرض نفسه كرئيس للوزراء، وبدا هناك بطء في تنفيذ ما ورد في كتاب التكليف السامي، والتعهدات التي قطعتها الحكومة على نفسها في ردها على كتاب التكليف، وفي خطاب نيل الثقة في مجلس النواب. وكانوا يروا أن المرحلة لا تحتمل مثل هذا البطء، لذا فمن الأفضل بث الروح من جديد في السلطة التنفيذية بفريق حكومي يتفاعل بشكل يتناسب مع حجم الصعوبات والتحديات الاقتصادية والسياسية والصحية والإدارية التي تعيشها المملكة. الرئيس محظوظ كونه كسب مزيدا من الوقت، ليس لاثبات ذاته، فالأمر بات واضحا للعيان، ولا مجال للتشكيك فيه، ففريقه الوزاري متهالك، وغير منسجم ومن الصعب جدا تحقيق تقدم في الأداء والانجاز، لكنه محظوظ لأنه كسب شهورا أربعة ليبقى بها رئيسا للوزراء. لذا يجب عليه البدء فورا بإظهار قدرته على مواكبة كل التحديات لعله يكسب شيئا من الوجود، فالكل يلاحظ التراجع الكبير في مختلف القطاعات التي تعكس الحجم الكبير للصعوبات التي تعاني منها الدولة، والتي لا شك أنها تضع المملكة في خطر محدق بها، وتتطلب من الرئيس على أقل تقدير لملمة الملفات ووضع يده على الأولويات. هي فرصة جناها الرئيس من اللجنة الملكية التي ستقوم بمهمة الاصلاح السياسي والاداري نيابة عن الحكومة التي ستقف متفرجة وسيقتصر دورها على تحويل توصيات اللجنة إلى قرارات ترسلها إلى مجلس النواب من أجل مناقشتها تمهيدا لإقرارها، الفرصة التي أتحدث عنها هنا هي أن الخصاونة يجب أن يتفرغ لقضايا رئيسية اقتصادية وصحية، لعله ينجز شيئا. لا يحسد رئيس الوزراء على الوضع الذي هو عليه اليوم، فهو بعد أكثر من 200 يوما ما يزال خالي الوفاض ولم يترك انطباعا عند الناس والسياسيين بأنه يملك مقومات المكان الذي يعمل به، ولا الظروف والتطورات المتسارعة تساعده على اثبات قدرته على تحقيق خرق في منظومة العمل، والمساهمة في تجاوز الدولة للتحديات التي تعصف بها. لكن في ذات الاتجاه فهو ما يزال الوقت والظروف تعمل في صالحه، فهو بعد أن كان الكل يتنبأ بمغادرته الدوار الرابع، تأبى المعطيات إلا أن تقول له استمر لكن انجز، فالفرص لا تأتي دوما بهذا الشكل.