فيلادلفيا نيوز
يواصل تنظيم الإخوان المسلمين الدولي اغراق نفسه في الوحل بعدما تكشفت أجنداته والتي تبلورت خلال اليومين الماضيين بهجوم غير اخلاقي على الأردن ومصر، بتحميلهما مسؤولية الحالة التي وصل اليها الأشقاء في غزة، وكأن هاتين الدولتين هما من يشنّان حرب إبادة بحق سكان القطاع، ويمارسان أساليب التجويع بحقهم!. تناسى التنظيم، ومن خلفه حركة حماس ان الأردن ومصر لم ينفذا عملية ٧ اكتوبر، تلك العملية التي اتخذت حماس قرارها فيها بالتنسيق مع ايران وليس العرب، دون ان تدرك مخاطرها على الحركة نفسها ومقاتليها وسكان القطاع، والقضية الفلسطينية ولبنان وسورية وايران، والشرق الأوسط برمته. قد يقول البعض ان في حديثي هذا اختصار لقضية نضال عمرها ٧٥ عاما، او تبرئة لدولة الاحتلال، وأعتقد ان من يرى ذلك واهم، وغير مدرك اننا نمن النفس بأن نعيش اللحظة التي نرى فيها فلسطين محررة من العدو، وان نطهر المنطقة والعالم من شرور الحركة الصهيونية. هؤلاء الرافضون للرأي الاخر إنما يهربون من الواقع المرير الذي وصلنا اليه عبر اتهام الاخرين بالتخاذل. اليوم، يجب ان نضع النقاط فوق الحروف، دون مجاملة، فالتنظيم الاخواني هو من خذلنا بنكرانه لدور الأردن في دعم القضية الفلسطينية قبل اكتوبر ٢٠٢٣ وبعده، بل تجاوز ذلك بأن سعى لزرع الخراب والفوضى في المملكة وعمد إلى تشويه صورتها، وهي الصورة التي يحاولون رسمها بان الأردن ومصر هم من باعوا القضية الفلسطينية.
حماس من جانبها بدأت تتخبط، ليخرج علينا بعض قادتها للتدخل في الشأن الأردني وحث الناس على النفير العام، وهذا أمر مرفوض شعبيا لأننا نؤمن بدورنا العروبي، لكن ايضا أولويتنا الأردن، ولا يحق لأي كان إزاحتنا عن هذه القناعة، لا تنظيم الإخوان الدولي، ولا حركة حماس، ولا أي دولة.
ان محاولات الشحن ضد الأردن يزيدنا صلابة في موقفنا، ولن تؤثر علينا بعض الأصوات التي تعيث فسادا على مواقع التواصل الاجتماعي، او بعض الجهلة ممن اعتدوا على سفارات أردنية في الخارج، فالأردن سيبقى وفق رؤيته وسياسته داعما للقضية الفلسطينية من منظوره الخاص، وسيواصل تقديم المساعدات للأشقاء الفلسطينين بالطرق المتاحة مع حرصه على تنوع هذه الطرق. تخبط الإخوان يضر بالقضية الفلسطينية برمتها، وسينهي تاريخ اجيال من المقاومين اللذين احببنا نضالهم، ونرجو ان لا تذهب دماؤهم سدى جراء قناعات بعض قادتها الحاليين. وكشعب اردني سنواصل دعم إقامة الدولة الفلسطينية ودعم الأشقاء هناك بطريقتنا الخاصة، ودبلوماسيتنا المؤثرة، ومن يريد طريقة اخرى فليفعلها بنفسه دون الرجوع الينا، فقد دفعنا ثمنا كبيرة.
لن نستمع للأصوات النشاز التي باتت مكشوفة لدى الجميع، ولن نتأثر، ولن نؤمن إلا بدولة فلسطينية مستقلة، وبمصالح الأردن التي توفر لنا القوة اللازمة لمواصلة دعم الأشقاء وسنبقى نحلم بأن نزور فلسطين ونصلي في الأقصى.
