فيلادلفيا نيوز
قارب فصل الصيف على الانتهاء فعليا مع بدء المدارس، التي لا شك أنها تحد من حركة المواطنين على الصعيد السياحي، ولا شك أن الصيف ما يزال في الأجواء لكن الأوقات التي تستطيع العائلات الأردنية وغير الأردنية توفيرها باتت أقل نظرا لالتحاق الأبناء في صفوفهم الدراسية. ولكن هل هذا يعني انتهاء الموسم السياحي الذي ساهم العام الحالي بدخولات مالية على الأردن بمئات الملايين من الدنانير، في ظل نشاط ملحوظ لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة سواء بالاتفاقيات التي وقعت مع شركات الطيران منخفض التكلفة، أو بسياسة التسويق التي اتبعت. الإجابة بكل بساطة: إن الموسم السياحي لم ينته، خصوصا أن المنطقة العربية تستضيف لأول مرة حدثا عالميا هو كأس العالم في قطر قبل نهاية العام، وبحسب ما اطلعت عليه فإن هناك خطة أردنية تنفذ لاستقطاب السياح للمملكة بهذه المناسبة، ونأمل أن تأتي أكلها. وعلى الصعيد المقابل هناك سياحة شتوية، ليست سهلة في الأردن كون الأجواء في فصل الشتاء ليست كما هي في أوروبا، إلا أن على هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة العمل في اتجاهين، الأول :البدء في تسويق أبرز مقومات الدولة سياحيا في فصل الشتاء، كاستغلال منطقتي البحر الميت، والعقبة، إلى جانب دراسة ما يحتاجه الناس التي تفضل السياحة الشتوية، وإيجاده، لما لهذا الأمر من دور كبير في زيادة رفد خزينة الدولة بالعملة التي تأتي من هذا القطاع. الجانب الثاني يتمثل في أن أمامنا متسعا من الوقت لبدء التحضير للموسم السياحي الصيفي، عبر الاستفادة من أوجه التقصير التي اعترتنا سابقا، ومعالجة نقاط الضعف، وتجهيز البنية التحتية اللازمة في بعض المناطق السياحية، بعد أخذ التغذية الراجعة من السياح، مع استحداث نشاطات يحتاجها السياح، مع تفعيل سياحة المؤتمرات والمغامرات. باختصار على الجهات المعنية الخروج من بوتقة الفزعة وسياسة الأمر الواقع، التي تأتي في أضيق الأوقات، والعمل على التخطيط المبكر والمسبق، إذا ما أرادت تحقيق فائدة كبرى مع مراجعة كل الاتفاقيات المبرمة بهدف تجويدها. تدرك الدولة أن الإيرادات المتأتية من السياحة يجب أن تزيد خصوصا أن التحديات الاقتصادية كبيرة والمنافذ التي من الممكن الاستفادة منها في زيادة هذه الإيرادات محدودة وبخاصة في الجانب التجاري والصناعي. على صعيد آخر لا بد من إعادة النظر في آلية التعامل مع السياحة العلاجية التي طالما كان الأردن ملاذا للعرب قبل أن يخفت بريقها مع تقدم الدول المحيطة طبيا، لكن الحكومة تعلم جيدا أن الدولة تملك مقومات غير متوفرة في عديد دول العالم وتستطيع ترويجها جيدا والاستفادة منها. المنافسة شديدة في المنطقة، وخصوصا مع تركيا ومصر، الدولتين اللتين يشكلان تحديا أردنيا رغم أن الجودة السياحية المقدمة في الأردن تفوق نظيرتها في مصر، إلا أن الأسعار التنافسية التي تقدمها هاتان الدولتان تجعلان الكفة راجحة لهما، ما يعني أن وزارة السياحة مطالبة بفتح حوارات مع الفنادق ووزارة الطاقة والمستثمرين لغايات إيجاد توليفة تساعد على ديمومة المنافسة المحلية والعربية.