فيلادلفيا نيوز
لاقت حكومة الدكتور بشر الخصاونة انتقادات واسعة منذ تسلمها إدارة السلطة التنفيذية، حيث تمركزت على ضعف أداء الحكومة بشكل عام وسط غياب تام لعدد كبير من الفريق الوزاري.
هذا الأداء ساهم في زيادة الفجوة بين الحكومة والناس الذين باتوا يراهنون على أن هذه الحكومة لم تحقق ما هو مطلوب منها تجاه مختلف الملفات والقضايا، وعلى رأسها الملف الاقتصادي، الذي تردى جراء جائحة كورونا وتداعياتها.
لكن لا شك أن هناك عدد محدود جدا من الوزراء الذين شكلوا علامة فارقة في هذه الحكومة، من حيث الأداء والمتابعة، أو على أقل تقدير لم يفشلوا في إدارة وزاراتهم، أي لم يدفعوا بها إلى الخلف. من بين هؤلاء كان وزير الزراعة خالد حنيفات، الذي أثبت أنه متابع جيد لكافة الملفات المعنية بوزارته، خصوصا وأن هذا القطاع هو ما نعول عليه كأساس في تحقيق النمو الاقتصادي، بانتظار العمل بجد باتجاه تحقيق تطور زراعي باستخدام الوسائل الحديثة.
ما دفعني للحديث عن الوزير حنيفات هو أنني كنت شاهدا على آلية إدارة ملف الاستثمار الزراعي، وكنت حاضرا في أحد المباحثات مع إحدى الدول الصديقة، حيث كان هذا الوزير صاحب قرار دون تردد أو تباطؤ، من أجل جذب الاستثمار في هذا القطاع.
وليس بهذا الأمر فحسب، فقد شاهدنا وزير الزراعة كيف يتعامل مع موضوع اللحوم الجورجية، حيث دفعه الأمر للسفر إلى هناك للوقوف على تفاصيل القصة كاملة، ولم يختبء خلف كرسيه، وقد رأينا كيف شغلت هذه اللحوم الأردن وسكانه لأسابيع وأسابيع. وعلى ذات المنوال كان التعامل مع ملف استيراد الأبقار، وها هو يدخل في جدل بخصوص تغريم دولة الاحتلال مليون دينار كتعويض لمزارعين أردنيين تضرروا جراء الحرائق الإسرائيلية. حنيفات عينة وزارية مهمة، وللتأكيد على أنه في المكان المناسب بما يتماشى مع امكانياته وحضوره.
قد يقول قائل، لماذا اشيد بهذا الوزير، وأقول أن العادة جرت على اعتبار أن مدح المسؤول جزء من التسحيج، أو منبثق من مصلحة شخصية أو مؤسسية، حيث اعتاد الأردنيون للأسف على التنمر والرفض والانتقاد، حتى بتنا نبخل على أن نقول لهذا الشخص أن تبدع، وهذا الأمر من حقه ما دام أنه يؤدي ما عليه وما هو مطلوب منه. في الأردن إيجابيات يجب أن نتحدث عنها، فالنظرة السوداوية التي نعيشها جراء رفضنا لكل شيء، ساهمت في تراجع حصة البلد في قلوب الأردنيين، ممن باتوا يرون أن في كل شيء ضرر، وأن التفاؤل والأمل ما هو إلا ضرب من الجنون. الأردن يحقق انجاز رغم كل التحديات والصعوبات، ومتعة الفوز بالمعركة تكون في أوجها عندما تكون هذه المعركة في أوجها وأكثر مراحلها حساسية وحسم.