فيلادلفيا نيوز
توشحت محافظة جرش بالسواد وعلتھا سحب النیران التي اشتعلت في غابة ثغرة عصفور موطن اللزاب والصنوبر والزیتون، وأستمرت النیران بالتجدد على مدار یومین متتالین لیكون من أكبر الحرائق التي تتعرض لھا غابات جرش منذ عشرات الأعوام ، وفق صحيفة “الغد” .
وشارك في إطفاء الحریق الذي تجدد على فترات متتالیة ما یزید على 800 مرتب من مرتبات الدفاع المدني لمحافظات جرش وعجلون وإربد وقوات الدرك، وكافة موظفي مدیریة الزراعة وموظفین من مختلف الدوائر الحكومیة وعملوا على مدار 48 ساعة في ظل الظروف الجویة الصعبة ووعورة الموقع وكثافة الدخان للسیطرة على الحریق وتخفیف الأضرار على الثروة الحرجیة.
رئیس قسم الحراج بمدیریة زراعة جرش المھندس فایز الحراحشة قال أن حجم الحریق ضخم جدا واستمر مدة رغم الجھود الكبیرة التي بذلت للسیطرة علیھ، والتي استمرت أكثر من 16 ساعة متواصلة.
وذكر أن آلیات عدیدة استخدمت بعملیة الأطفاء منھا جرافات ولودرات وآلیات ثقیلة من سخرتھا عدة جھات معنیة لفتح طرق جدیدة لتمكین سیارات الإطفاء من الدخول لمواقع الحریق، فضلا عن الإستعانة بطائرات بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنیة ممثلة بسلاح الجو الملكي الذي استخدم غارفات المیاه.
وشاركت بعملیات الأطفاء قیادة المنطقة العسكریة الشمالیة، وقوات الدرك، والأمن العام، ووزارات الزراعة والمیاه والبلدیات والأشغال، وكافة الجھات عملت بشكل متناسق ومتواصل للسیطرة على الحریق.
وقال الحراحشة إن الحریق بدأ في أرض مزروعة بأشجار الزیتون مملوكة بالقرب من غابة ثغرة عصفور، ما أدى إلى وصول النیران إلى الغابة بسرعة، وقوة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ووجود أعشاب وشجیرات جافة، وتسبب الحریق كذلك بحرق مزرعة أشجار الزیتون ولا تقل مساحتھا على 20 دونما وحرق مساحة كبیرة جدا من الغابة لا تقل مساحتھا على الألف
دونم، وما زالت المساحة الحقیقیة التي حرقت غیر معروفة، لا سیما وأن أعمال التبرید والسیطرة لمنع تجدد الحریق مستمرة لغایة مساء أمس.
وأكد أن غابة ثغرة عصفور من أكبر الغابات الحرجیة على مستوى المملكة، ومساحتھا لا تقل عن 3 آلاف دونم، وفیھا شجر لزاب وصنوبر، وھي من المتنزھات الطبیعیة بالمحافظة.
إلى ذلك قالت رئیسة جمعیة دبین للتنمیة البیئیة ھلا مراد إن الیومیین الماضیین من أسوأ الأیام التي تمر بھا محافظة جرش، لا سیما وأن الخسائر كبیرة، وتزامن الحریق مع آخر في المدینة الاثریة وبمساحة لا تقل عن 80 دونما.
وطالبت مراد أن یتم التحقیق في أسباب اشتعال ھذه النیران ومحاسبة المقصرین، خاصة وأن كمیات الأعشاب الجافة والشجیرات المنتشرة كبیرة جدا وتسھل نشوب النیران بمساعدة من ارتفاع درجات الحرارة.
وترى مراد أن ھذه الغابات الكبیرة والشاھقة وعمرھا مئات السنین تحترق في بضع ساعات وھي موطن لأصناف وأنواع حرجیة نادرة ومعروفة على مستوى العالم ھي من أكبر الجرائم البیئیة التي یجب أن یتم وضع حد لھا وإیقافھا مھما كانت التكالیف، لاسیما وان جمیع الأردنیین شركاء في الحفاظ والدفاع عنھا.
بدوره قال مدیر زراعة جرش المھندس خالد الشوبكي أن المساحة المتضررة لم یتم حصرھا لغایة الآن وسیتم تجھیز تقریر كامل بالمساحة والأنواع والأصناف وتشكیل لجان تحقیق للتعرف على سبب نشوب ھذا الحریق.
وأشار لجھود كافة الأجھزة المعنیة في السیطرة على الحریق ومواصلتھم اللیل بالنھار للسیطرة علیھ رغم ضخامتھ، وصعوبة الوصول الیھ.
وأكد محافظ جرش مأمون اللوزي والذي أشرف على عملیات الإطفاء وقدم كافة اشكال الدعم للفرق المیدانیة أنھ لم ینجم عن الحریق أي أضرار بشریة، وأقتصرت على الأشجار الحرجیة وبعض الأراضي المملوكة التي بدأ الحریق فیھا.
وبین أن فرق الدفاع المدني ما زالت موجودة لغایة مساء أمس ببعض المواقع لضمان عدم تجدد الحریق، ومتابعة أعمال التبرید ومراقبة البؤر الساخنة.
وشدد اللوزي التأكید على ضرورة تكثیف العمل بخطة مكافحة الحرائق التي تنفذھا وزارة الزراعة لتجنب ھذه الحرائق مجددا في محافظة تعتبر الثروة الحرجیة ھي ثروتھا البیئیة والسیاحیة على مستوى المملكة.