الأحد , أغسطس 3 2025 | 1:24 م
الرئيسية / stop / جلسات حوارية حول الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني في جامعة الزيتونة بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد

جلسات حوارية حول الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني في جامعة الزيتونة بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد

فيلادلفيا نيوز

 في إطار التزامها برسالتها التعليمية ورؤيتها في إعداد جيل جامعي يمتلك أدوات المستقبل، استضافت جامعة الزيتونة الأردنية جلسات حوارية متخصصة نظمتها مؤسسة ولي العهد، بالتعاون مع مركز الريادة والابتكار، وكلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وسط حضور مميز من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة، والأستاذ أحمد أبو شيخة، مدير مكتب العاصمة بمؤسسة وليّ العهد.
 وشهدت الجلسة الأولى، التي عُقدت في كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، عرضاً تفاعلياً ثريّاً قدّمه الدكتور مجدي حمدان، الرئيس التنفيذي لبنك “همم” للعمل التطوعي في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية – جامعة الدول العربية، حيث استعرض سُبل تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب من أدواته الحديثة، لتكون في متناول أيديهم وتسهم في تأهيلهم لخوض غمار سوق العمل الرقمي. وركّز في حديثه على أهمية تعزيز المبادرات المجتمعية والمشاركة التطوعية ذات الطابع الريادي من خلال الذكاء الاصطناعي، مستعرضاً أبرز الأدوات والتقنيات المتاحة، وفي مقدمتها “هندسة الأوامر” (Prompt Engineering) المرتبطة بمنصات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، مؤكدًا أنها تمثل مهارات المستقبل التي ينبغي أن تتصدر أولويات مؤسسات التعليم والتمكين، كما عرض الدكتور حمدان مجموعة من قصص النجاح لمشاريع ريادية تكنولوجية عربية استطاعت توظيف الذكاء الاصطناعي بذكاء وفاعلية لتحقيق أثر اجتماعي واقتصادي ملموس، مثل منصات تحليل البيانات الضخمة لخدمة المبادرات البيئية، ونظم ذكية لتعزيز التعليم الرقمي في المناطق النائية، وتطبيقات تفاعلية لربط المتطوعين بالفرص المجتمعية. وأكد أن هذه التجارب تمثل نماذج ملهمة على قدرة الشباب العربي في تحويل الأفكار التقنية إلى مشاريع ريادية ناجحة ومستدامة. واختتم عرضه بالدعوة إلى بناء منظومة تكاملية بين الجامعات والحاضنات والجهات الداعمة، تتيح تسريع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة لريادة الأعمال والتنمية المجتمعية في العالم العربي.
 وفي الجلسة الثانية التي استضافتها كلية الهندسة والتكنولوجيا، قدّم المهندس معتز العطين، مسؤول تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصنيع الرقمي في المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB)، ورئيس مركز “رام” لريادة الأعمال في نقابة المهندسين، مداخلة نوعية حول التحولات الجذرية في طبيعة التخصصات الهندسية في عصر الثورة الصناعية الرابعة. وسلّط الضوء على أهمية إعادة صياغة المفاهيم التقليدية للهندسة، من خلال دمج تقنيات التصنيع الرقمي والطباعة ثلاثية الأبعاد ضمن المناهج الدراسية والتطبيقات العملية، بما يمكّن المهندسين الجدد من التعامل بكفاءة مع التحديات المعقدة لسوق العمل الصناعي المتطور، ويعزز من قدرتهم على تصميم حلول هندسية مبتكرة وعالية التأثير، وتوسّع العطين في حديثه حول الدور المتنامي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات الهندسية، مؤكداً أن الهندسة في عصرنا الراهن لم تعد قائمة فقط على المعادلات والتصاميم، بل أصبحت تتطلب إتقان أدوات تحليل البيانات، والمحاكاة الذكية، والأنظمة التنبؤية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. كما استعرض جهود المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB) في تطوير حلول متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ميادين الأمن والدفاع، والتصميم الصناعي، وهندسة الأنظمة الذكية، مشيرًا إلى أن المركز يُعدّ منصة رائدة في نقل المعرفة التكنولوجية وتوطينها، وداعماً رئيسياً للجامعات الأردنية في تبني أحدث التطبيقات الذكية في التدريب والبحث الهندسي. واختتم العطين حديثه بدعوة طلاب كلية الهندسة إلى الانفتاح على مسارات ريادة الأعمال التقنية، واعتبار الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية للتميّز والإبداع في المستقبل المهني.
  من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور عايش الحروب، عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، أن الجلسة الحوارية لم تكن فعالية عابرة، بل امتداد طبيعي لرؤية أكاديمية تتبناها الكلية بثقة، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا في استراتيجيات التعليم والبحث العلمي. ولفت إلى أن الكلية كانت من أوائل المؤسسات الأكاديمية في الأردن التي استجابت لمتطلبات المستقبل بطرح تخصص الذكاء الاصطناعي، ودمج مفاهيمه في مساقات متعددة تشمل علوم البيانات، الحوسبة السحابية، والتحول الرقمي، بهدف خلق بيئة تعليمية هجينة تُنتج معرفة متكاملة تتفاعل مع متغيرات العصر. وأضاف أن الكلية لا تكتفي بتلقين المعارف النظرية، بل تسعى إلى بناء تجربة تعليمية تفاعلية تعزز من قدرة الطلبة على تحويل المفاهيم إلى حلول عملية، بما يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل العالمي.
 وفي السياق ذاته، أشار الدكتور نبيل شعبان، عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا، إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح ركيزة في تشكيل هوية الهندسة الحديثة بجميع تخصصاتها، مؤكدًا أنه بمثابة “العقل الثاني” للمهندس المعاصر، لما يوفره من قدرات على تحليل البيانات والتنبؤ وتصميم أنظمة ذكية. وأوضح أن الكلية تمضي قدمًا نحو بناء بيئة تعليمية متطورة، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج، وتطوير مختبرات متقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد، والتصميم الرقمي، والتحكم الذكي، بما يتيح للطلبة الانخراط المباشر في أحدث تقنيات الصناعة، ويمكّنهم من قيادة التحولات التكنولوجية المستقبلية.
 ومن جهته، أكد الدكتور بلال الوادي، مدير مركز الريادة والابتكار والرئيس التنفيذي للجمعية الأردنية لريادة الأعمال، أن الجلستين عكستا جوهر الرؤية التي يعمل المركز على ترسيخها، والمتمثلة في تحويل الحرم الجامعي إلى بيئة محفزة لإنتاج قيادات ريادية تصنع المستقبل بدلاً من انتظاره.
 وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح محرّكاً رئيسيّاً لريادة الأعمال ومفتاحاً لتفكير جديد يعيد تشكيل الطريقة التي يتعامل بها الطلبة مع تخصصاتهم، مضيفًا أن المركز لا يقتصر على تطوير المهارات، بل يزرع عقلية ريادية متجذرة بالثقة، قادرة على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى مشاريع قابلة للنمو والاستدامة.
 وقد اختُتمت الجلستان بتفاعل ملحوظ من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، الذين أشادوا بقيمة هذه اللقاءات النوعية ودورها في إثراء التجربة الجامعية، وتعزيز الصلة بين التعليم الأكاديمي وواقع الاقتصاد الرقمي، ما يسهم في صقل شخصية الطالب الجامعي، وتهيئته للانخراط في سوق العمل بكفاءة وتميّز.
طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com