فيلادلفيا نيوز
حقق الجيش السوري امس السبت تقدماً محدوداً على حساب الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة عالية منذ أيام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأ الجيش السوري الثلاثاء تكثيف قصفها على ريف محافظة درعا الشرقي ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ‘حقق الجيش أول تقدم لها في المنطقة منذ التصعيد العسكري الثلاثاء بسيطرتها على قريتي البستان والشومرية في ريف درعا الشرقي’.
ويتركز القصف والاشتباكات حالياً عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً في ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية.
ويهدف الجيش، على حد قول عبد الرحمن، إلى فصل الريف الشرقي بين شمال وجنوب ‘ما يسهل عملياتها ويزيد الضغط على الفصائل المعارضة ويتيح لها التقدم بشكل أسرع’.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ‘وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع الارهابيين في منطقة اللجاة’ الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، كما ‘حققت تقدماً على هذا المحور بعد القضاء على العديد من الإرهابيين’.
وأعلنت سانا مقتل شخصين احدهما طفل ‘جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على حي الكاشف ومحيط البانوراما بمدينة درعا’.
وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية الى المنطقة.
وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.
وأفاد المرصد السبت عن ‘تصعيد مستمر للقصف والاشتباكات في ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي’، وقد استهدف القصف الجوي والمدفعي قرى وبلدات عدة.
وأسفرت الاشتباكات السبت، وفق حصيلة للمرصد، عن مقتل ثمانية عناصر على الأقل من الجيش والمسلحين الموالين لها وإصابة 20 آخرين بجروح. كما قُتل في المقابل عشرة مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة.
وتسبب قصف الجيش السوري منذ الثلاثاء بمقتل 19 مدنياً، وفق المرصد، الذي وثق أيضاً نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال ثلاثة أيام فقط غالبيتهم من ريف درعا الشرقي.
وطال القصف الصاروخي السبت مدينة درعا التي تتقاسم الفصائل المعارضة والجيش السيطرة عليها.
وقد استهدف الجيش السوري، وفق المرصد، الجمعة ‘بلدة حراك بالبراميل المتفجرة، لتكون المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا السلاح في درعا منذ عام’.
وتعد محافظات درعا والقنيطرة والسويداء احدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية أردنية في تموز/يوليو الماضي، لتشهد منذ ذلك الحين توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية.
وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المئة من مساحة القنيطرة الحدودية مع اسرائيل وكذلك محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات السلمية التي انطلقت ضد النظام في العام 2011. ويقتصر وجودها في السويداء على أطرافها الغربية المحاذية لريف درعا الشرقي.
وحذرت الأمم المتحدة الخميس من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف المدنيين، وتقدر وجود نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد. (ا ف ب)