فيلادلفيا نيوز
يمكنك أن تعيش لوقت أطول إذا تناولت أطعمة صحية بعينها، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية.
وراقب الباحثون في كلية الصحة العامة في جامعة “هارفارد” عادات تناول الطعام لدى 50 ألف امرأة وأكثر من 25 ألف رجل من خلال دراسة الصحة التمريضية والعاملين في الصحة المستمرة لأكثر من 12 عاما.
وتم تتبع المشاركين الذين تراوحت أعمارهم بين 30 و75 عامًا في بداية الدراسة لـ12 سنة لاحقة، وقارن الباحثون المعلومات التي لديهم حول التغيرات في نمط الطعام والتي طرأت خلال الـ12 سنة الأولى مع عدد الوفيات وأسبابها خلال الفترة اللاحقة.
فيما مُنح المشاركون نقاطاً وفقاً لجودة دمجهم لثلاثة مكونات مختلفة صحية في طريقة أكلهم؛ وهي المبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية، حمية البحر المتوسط، وحمية “داش” وهي النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم.
وتشدد كل هذه الخطط بشكل عام على تناول الحبوب الكاملة، والفواكه والخضار، والبروتينات الخالية من الدهون والحد من الدهون غير الصحية، والصوديوم، والأطعمة المحلاة بالسكر والأطعمة المعالجة واللحوم الحمراء.
وتحسنت الصحة العامة لدى من تجمعت لديهم نقاط أكثر بنسبة 20% خلال فترة الـ12 سنة، ما يعني أن نمطهم الغذائي احتوى على عناصر صحية أكثر وعناصر غير صحية أقل، وكانوا 8 إلى 17% أقل احتمالاً للتعرض للوفاة خلال تلك الفترة من الزمن.
بينما نتج عن تناول المزيد من الحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه والأسماك تحسن أكبر في نقاط الحمية.
إلى ذلك، فإنه ليس من المتأخر -أبداً- البدء بتناول الطعام الصحي في حين أن أولئك الذين ارتفعت نقاطهم بنسبة 20% ضمن مقياس نقاط المبادئ التوجيهية للغذاء وحمية البحر المتوسط انخفض لديهم خطر الموت بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال المؤلف الرئيس للبحث مرسيدس سوتوس-بريتو، الأستاذ المشارك في علوم التغذية والغذاء في جامعة أوهايو، وعالم زائر في جامعة هارفارد في كلية الصحة العامة: “هذه أول دراسة تظهر بأن التحسن في جمع النقاط في هذه الحميات الثلاث خلال الوقت مرتبط بخفض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
أما أصحاب النظام الغذائي الأقل جودة في بداية الدراسة، والذين طوروا عاداتهم الغذائية، فحصلوا أيضاً على نتائج أفضل. فقد قل احتمال موتهم المبكر بنسبة 15 إلى 28% إضافة لذلك، فكلما زادت مدة النظام الغذائي الصحي، قلت الخطورة أكثر. وهؤلاء الذين تبنوا نظاما غذائيا غير صحي، فقد واجهوا من 6 إلى 12% زيادة في احتمال الوفاة في وقت قريب.
بدورها صرحت الدكتورة دانة هنز، الأستاذة المساعدة في التغذية في كلية أوكلا للصحة العامة، والتي لم تكن مشاركة في الدراسة:”من أحد أهم نقاط هذه الدراسة أن تثبت أنه لا يفوت أوان التعديل على نظامك الغذائي أبداً. القيام بتغييرات بسيطة وإضافية، قد يصنع فرقا بغض النظر عن العمر”.
وبذلك فإن تغيرات بسيطة تصنع فرقاً حتى أن تقلبات بسيطة في نظامك الغذائي قد تساعد في زيادة عمرك لبضع سنوات. فعلى سبيل المثال، ووفقاً لباحثين، فإن استبدال وجبة واحدة من اللحم الأحمر باليوم بحبوب وبقوليات يعني زيادة 20% في جودة النظام الغذائي، ومجرد تناول الفواكه والخضراوات، أي تناول الفواكه أربع مرات والخضراوات خمس مرات في اليوم بعد عدم تناولها على الإطلاق، تسبب بتحسن النتائج 10%.
أما تغييرات أخرى قد تصنع فرقاً، منها تقليل تناول المشروبات المحلاة بالسكر وتقليل تناول الكحول يومياً، وتناول أطعمة أخرى غنية بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.