فيلادلفيا نيوز
وصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرياض في أول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه في كانون الثاني (يناير).
وحطت طائرة الرئاسة في مطار الملك خالد وتوقفت أمام سجادة حمراء فرشت لاستقبال ترامب الذي سيعقد اجتماعات مع المسؤولين السعوديين السبت ويلقي خطابا مرتقبا حول الإسلام أمام مسؤولين من دول عربية ومسلمة الأحد.
وترافق ترامب زوجته ميلانيا وابنته البكر ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
ونشر ترامب على حسابه على موقع “تويتر” قبل مغادرة واشنطن تغريدة جاء فيها “أحضّر نفسي لأول أكبر رحلة الى الخارج. سأحمي المصالح الأميركية بقوة. هذا ما أحب القيام به”.
وإذا كان الحذر الشديد هو السمة التي حكمت العلاقة بين حكام دول الخليج العربية والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فإن الملياردير الجمهوري سيستقبل في السعودية بحفاوة تعكس الاختلاف في النهج بينه وبين سلفه إزاء ملفات المنطقة.
وخلافا لكل أسلافه الذين كانوا يتبعون تقليدا يقضي بأن تكون أول زيارة خارجية لهم إلى الجارة الشمالية كندا، أو الجنوبية المكسيك، فإن ترامب اختار المملكة النفطية.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعا إلى “شراكة جديدة” بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية التي سيشارك العشرات من قادتها في قمة تستضيفها الرياض الأحد ويحضرها ترامب.
وبحسب الخبير في مجلس العلاقات الخارجية فيليب غوردون، فإن ترامب “سيرسل رسالة أكثر حزما بشأن إيران. لن يلقي أمامهم محاضرة عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وسيلقى التصفيق. لكن المسألة الأهم تبقى معرفة ما الذي سيطلبه منهم وما الذي يمكنه أن يأمل الحصول عليه”.
ويدعو البيت الأبيض باستمرار دول الخليج العربية إلى انخراط أكبر في مكافحة ما يحرص ترامب على تسميتهم “الإرهابيين الإسلاميين المتشددين”.
وبحسب مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال اتش. ار. ماكماستر، فإن ترامب “سيشجع شركاءنا العرب والمسلمين على أخذ قرارات شجاعة لنشر السلام ومواجهة تنظيمي داعش والقاعدة، الذين يزرعون الفوضى والعنف اللذين تسببا بآلام في العالم الإسلامي وخارجه”.
والأحد، سيلقي ترامب أمام قمة يشارك فيها حوالى 50 زعيم دولة إسلامية خطابا يشدد فيه على “آماله” بـ”نظرة مسالمة” للإسلام.
وكان سلفه أوباما ألقى قبل ثماني سنوات في جامعة القاهرة خطابا دعا فيه إلى “انطلاقة جديدة” بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم أجمع، “انطلاقة أساسها المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل”.
ومن المتوقع أن تشكل زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية مناسبة للإعلان عن صفقات تسلح ضخمة، الأمر الذي سيعطي في حال تحقق، جرعة أكسيجين مهمة للصناعة العسكرية الأميركية.
وقد تكون الرياض حيث سيمكث ترامب يومين، المحطة الأسهل للرئيس الأميركي في هذه الجولة الحافلة بالمحطات والمواعيد واللقاءات المهمة.
ويتحدث البيت الأبيض عن رحلة “تاريخية”، في إشارة إلى محطاته في السعودية والفاتيكان واسرائيل والأراضي الفلسطينية، التي سيتواصل خلالها الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة مع قادة الديانات التوحيدية الثلاث الرئيسية.
وإضافة إلى هذه المحطات الثلاث، فإن جولة ترامب الأولى ستقوده أيضا إلى كل من بروكسل وصقلية حيث سيشارك على التوالي في قمتي حلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول الصناعية السبع، في لقاءين سيسعى خلالهما حلفاء الولايات المتحدة إلى انتزاع تعهدات واضحة من الرئيس الأميركي الجديد.
وبالإضافة إلى مواقفه السياسية والدبلوماسية، سيكون سلوك الرئيس السبعيني الانفعالي في أول جولة له إلى الخارج تحت المجهر، إذ إن كل كلمة سيتفوه بها وكل حركة سيقوم بها وكل تغريدة سينشرها ستلقى نصيبها من التمحيص.-(ا ف ب)