فيلادلفيا نيوز
لاتبكي ياعزيرتي الصغيرة فالموت إن لم يكن اليوم كان غدا ولكن هنيئا لوالدك بالشهادة وحسن الخاتمة فالرجال يأخذون الأوسمة في حياتهم أما الأبطال فيأخذون الأوسمة والألقاب بعد موتهم وها هو أبيك اليوم ( اسد القلعة)
وسوف تشعرين عندما تكبرين قليلا بأن القلعة جزء منك حتى أنك ستغارين وتحقدين على زوارها الذين لا يخلعون نعالهم قبل دخولها لأنك ستشعرين بأن دم ابيك يفوح عبيرا من كل صخورها وعندما تأتين لزيارتها ستشعرين بثقل في قدميك وانت تمشين بخطوات من الفخر تخالين وكأنك تقودين فيها جيشا للمرة الثانيه
وأنني اصف لك حالا قد شعرت به كثيرا
فقد اعدم فيها قبل قرابة المائة عام اهل الهية من الكرك وكان جدي لأبي محمد علي الطراونه الملقب ابو فياض أحدهم والذين اقبلوا على الشنق وكأنه حياة لكي لايساوموا على ولائهم لوطنهم وقلعتهم
وأبيك اليوم قد شارك أهل الهيه هيتهم واذا كانت الارواح تسمع وترى فأظنهم اول مستقبليه في عليين انشاء الله.
كنده إبنة عمي الكركيه
سوف يؤشر عليك الجميع اينما حللت بنظرات يتخللها الإحترام والتقدير بأن هذه هي إبنة (اسد القلعه) هذه إبنة البطل الذي هب لنصرة الوطن وهو في إجازه من عمله ودخل القلعة يرد للكرك الجميل في كل خطوة في سراديبها في ذاك اليوم المظلم القارص تحت رصاصات الغدر من خائني الوطن
وقاتلهم بشجاعة ابن الوليد والقعقاع ولكن الله اراد له فخرا في الدنيا والآخرة بأن يكون شهيدا فبدلا من موته على الفراش مات وهو يحمل القلعة كلها على صدره معلنا حبه للوطن.
استشهد ابيك ولكنك من اليوم لست كنده المعايطة فحسب بل كنده الكركيه فكل اهل جبال الكرك هم اهلك وكل رجال الكرك هم اشقائك كيف لا وانت إبنة شهيد قلعتنا واسدها
وهنيئا لوالدك بالشهادة وحسن الخاتمة وجمال اللقب
وهنيئا لك إبنة عمي بالفخر والإعتزاز
وهنيئا للكرك بأنها دوما تنجب الأبطال
وهنيئا للوطن بأن هؤلاء الاطفال الذين يلعبون على ثراه يردون له الجميل كل ما حان وقت السداد
ورحم الله (اسد القلعة) ورفاقه الشهداء الابطال……..
بهجت جاسر الطراونة