الجمعة , نوفمبر 15 2024 | 2:47 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / بلال طوالبه يكتب: الحكومة ” كثيرة نط قليلة صيد “

بلال طوالبه يكتب: الحكومة ” كثيرة نط قليلة صيد “

فيلادلفيا نيوز

‏‎اعتدنا على غوغائية الحكومات ونهجها في اتخاذ القرارات التي تعود بالويلات على الوطن والمواطن،ولم يجد الشعب المخنوق من قرارات الحكومة مناصا للهرب من آثار هذه القرارات في الأصعدة كافة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . فما زال الشعب يسأل هل الحكومة تعيش على نفس الأرض التي نعيش عليها؟
‏‎ففي بداية الجائحة خرج وزراء (التوك شو) لفرد عضلاتهم عبر وسائل الأعلام عبر تصريحات رنانة وكلام معسول استحسنه الشعب ظنًا منهم أن الطاقم الحكومي قد تعيده الجائحة إلى صوابه فالانطلاقة
‏‎كانت عندما أطرب العسعس آذان الأردنيين عن تكلفة الجائحة، وأجاب بكل مهنية بأن الجائحة تكلف حياة أردني .
‏‎ثم توالى أصحاب المعالي في الظهور والاستعراض هنا وهناك، وبدى التنافس جليا بين أصحاب المعالي في التبجح والظهور الإعلامي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، حتى وصل الحال إلى سقوط وزير الزراعة في أزمة التنافس على الشعبية و تصدر المشهد على الساحة الأردنية من خلال أزمة التصاريح بعد أن ارتدى الفوتيك وسار بين الأسواق ، بينما مازال البطاينة يسير بخطى ثابته مع فريق الإشهار والتلميع الخاص به، والحرص على ذكر ديمومة الوزيرين جابر والعضايلة في الظهور الإعلامي. ولا يمكننا أن نتجاهل دور وزير الصناعة أبو حمور الذي حل مشكلة القطايف في الأردن.
‏‎بعد التناحر الذي قدمته الحكومة لمحاولة إقناع الشارع بجديتها في الحفاظ على الوطن والمواطن واللجوء إلى تفعيل قانون الدفاع وسن تشريعات الدفاع المرتبطة بالواقع المفروض، لا زلنا نقدر الجهد الذي بذلته الحكومة في بداية الجائحة للسيطرة عليها، إلا أن تشريعات الحكومة وتصرفاتها خلال فترة الحظر المفروض أعادت الشارع إلى صوابه وإلى عين الحقيقة بأن هذه الحكومة ولدت لإفقار الشعب وتدمير البلد
.
‏‎فبدا التخبط واضحا بعد الصراع الذي ظهر للعيان بين لجنة الأوبئة و الحكومة فتضارب التصريحات والمعلومات بين الطرفين ولدت لدى الشارع الأردني بأن هناك أمرًا يدبر بليل من قبل الحكومة المأزومة ، فتوالت الشكوك لدى الشارع الأردني حتى صدور التقرير الصادر عن البنك الدولي بأن هنالك مبلغ يقدر بثلاثة مليار دولارًا تم تحويله إلى ملاذات آمنة وغير آمنة خارج الأردن .
‏‎عودة إلى وزير المالية وعودة إلى المثل العربي القائل ” كثير نط قليل صيد ” هذا حال وزيرنا الذي وفي مقابلة له قدم آداءً مسرحيً غاية في السخرية الاقتصادية فالرجل يحمل في جعبته أجندة اقتصادية تغالط اقتصاديات العالم و يبدو أنه متأثر بتجربة كوكب ” حنؤزو ” الاقتصادية والتي تتضمن إغراق البلد بالدين أو اللجوء إلى جيب المواطن ، فإبداع الرجل وتقلده منصب المالية في الدولة بناء على فهمه العميق في
‏‎كيفية الدين و الاقتراض .
‏‎لم يتوقف الأمر في الأردن عند هذا الحد بل أصبح المواطن هو المتهم الأول بأي إخفاق حكومي كيف لا وحكومة الانتحاري ما زالت تسير على نهج التنفعيات للأصدقاء والمعارف ومغالطة جميع قرارتها الصادرة عبر قوانين الدفاع .
‏‎هنا نستذكر الاقتطاعات التي فرضتها الحكومة على موظفي القطاع العام وتصريحات أصحاب المعالي الذين أثارو الهلع وخلقوا أزمات من خلال عدم فهمهم وإدراكهم لماهية القانون وآلية الاقتطاع ، ولعل وقف التعينات كان له النصيب الأكبر إلا أن حكومتنا أصدرت كتابين تعيين عبر اجتماع مجلس الوزراء ، هذا التضارب المدروس من قبل الحكومة من شأنه أن يجعلنا في طليعة دول المنطقة .
‏‎ما زالت الحكومة تمارس الألاعيب و التدليس حتى نجاح تخطي أزمة الجائحة فطبيا تنسبه إلى نفسها ، وما زالت تنكر على الشعب وعيه والتزامه وقدرته على تحمل المسؤولية .
‏‎وما زلنا نكتب ومصرين أن نظهر نقاط ضعف الحكومة و تخبطها في قرارتها و رداءة نهجها المتبع ، فإصلاحها بات أمرا صعبا ، فصاحب الولاية ما زال يثبت عجزه وقلة حيلته ، على إدارة المرحلة و المضي قدما لتحقيق ما يستحقه البلد والشعب ، ولعل الإرادة الملكية التي توشح بها هي المانع الوحيد بينه و بين الشعب القابض على جمر قراراته .
‏‎حمى الله الأردن و الشعب الأردني العظيم .

دبي

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com