فيلادلفيا نيوز
بعد أن أصبح الترنح واضحًا وضوح الشمس في عمل حكومة الملقي، خرج الشعب في شهر رمضان رغم قدسيته مهلهلًا ومطبلًا؛ لإقالة الحكومة المترنحة، وعلى صوت الأهازيج التي استمرت قرابة عشرة أيام أُقيلت الحكومة، ليزف للشعب الغاضب تشكيل حكومة جديدة أختارت اللون الأحمر لباسًا لها في مخدعها الدوار الرابع، وعلى صيحات الشعب ومعاناته رقصت حكومة الرزاز وعلى آهات العديد من أبناء الأردن بين العاطلين وبين أصحاب الهمم إذ غالبيتهم من الفقراء، ومن ذلك الوقت وحكومة الرزاز (تتمختر )بقراراتها غير المسؤولة؛ فالواسطة والمحسوبية وتنفيع المعارف هي ديدن الحكومة ونهجها .
لم يجد الشعب سبيلا للخلاص من رشاقة قرارات الحكومة ورقصاتها بالرداء الأحمر، والتي جعلت من آهات الشعب وصرخاتهم موسيقى؛ لتجيد فن تنفيذ قرارات تعود على المواطن الأردني بالضيم والضنك.
وهناك في رداءة القاتم تتسمر ملامح المراقبين بين مصدق و غير مصدق . فإرث صاحب الولاية وتاريخه العميق والبيت الذي أطل منه ينقسم الشعب عليه بين الوطنية و القومية.
ما زال الخطر قائمًا، وما زال الأردن يرزح تحت وطأة قرارات وحفنة من زعران يبرعون في تفتيته وتفتيت نسيجه الوطني ، وما زال الأفاكين والمنافقين يسرحون ويمرحون في ربوع الوطن، إذ لا يهمهم أمنه واستقراره فالمصلحة الشخصية والمكتسبات الشخصية تطغى على الوطن ومصلحته .
اليوم يبدو العور واضحا جليا فالرزاز يعترف أنه لا يملك الولاية، وأنه بعيد عن الشارع الأردني وهمومه، فالرجل يعتقد أن العالم الأفتراضي ” السوشال ميديا ” هو عالم حقيقي يمكنه من إدارة شؤون الدولة ومتابعة كل شاردة و واردة فيها، وأن الدولة ومؤسساتها وسلطاتها هي عبارة عن ديكور يزين به صفحة التويتر أو يبرزه في صوره المرفوعة على السناب شات و الإنستغرام .
فالرجل معذور في هذا فهو يسعى إلى مجاراة العديد من الزعماء فترامب في تغريدة واحدة يقيم الدنيا و يقعدها ورزازنا في تغريدته يقيم شأنًا لأصدقائه ويقعدهم في مناصب لا يستحقونها ،
هذه عقلية الرجل وهذه فلسفته في إدارة شؤون الدولة ، والتي تعاني من ارتفاع مضطرد في الدين العام ، ثم ما يلبث المواطن إلى أن يجد نفسه رهين قرارات حكومية تهدد أمنه وسلمه الاجتماعي و الغذائي فالتوازن أصبح معدومًا في قرارات الحكومة ولعل مرد ذلك إلى طبيعة الشعب الأردني الذي غيبته السياسات الحكومية والنهج المتبع عن المشهد العام .
ففي الوقت الذي يطلب الملك من الشعب أن يعاونه في كسر ظهر الفساد والضغط على الحكومة من الشارع ترد الحكومة بقوانين جائرة تساعد على تكميم الأفواه وسجن كل منتقد لسياساتها بل ذهبت الى إقصاء الدور الرقابي للصحافة والأعلام فالحديث عن شبهات فساد وأبطالها يعرض الصحافيين ومواقعهم للمسائلة القانونية ، هذا التخبط الذي يحصل على أرض الوطن من قبل الحكومات المتعاقبة .
ولعل أهم انجاز لحكومة الملقي والرزاز هو التخفيض الضريبي الذي ساهم في زيادة رفاهية الشعب فالملقي لم يفرض الضريبة على البلابيف،والرزاز لم يفرض الضريبة على الملفوف، كما أنه ألغى أية زيادات ممكن أن تكون على هذه السلع لأجل الشعب الأردني .
هنا ما زلنا نتساءل هل خلا الأردن من الرجال الوطنيين و الكفاءات القادرة على إخراج البلاد والعباد من هذه الضيقة التي حلت بهم بفعل قرارات حكومية غير مدروسة . أم أن الأردن أصبح رهين قوى خارجية تسيطر على قراره السيادي الداخلي و الخارجي .
حمى الله الأردن أرضاً وشعبا .
دبي