فيلادلفيا نيوز
بلال طوالبة
ما يحدث في البلد فاق كل التوقعات وتعجز الألسن عن وصف هذه الكارثة .
لم تعد الحكاية في الأردن تغيير حكومات أو استقطاب المنهكين جسديا وشعوبيا تنطلي على الأردنيين ، ولم يعد صاحب الولاية الحالي قادرا على المسير بكذبة الإصلاح التي اقترفها هو وفريقه الحكومي على الشعب الأردني .
ولم ولن يشفع له تاريخ أبيه وأخية من صب الأردنيين جمً غضبهم عليه وعلى سياسته التي قيّمت بالسيئة والكارثية .
ولعل الرجل نسي أن الرابع هو من جاء به لهذه المرحلة .
مادام النهج مستمر في آلية اختيار الحكومات كما هو ، فلن يكون هنالك أي فرصة للأصلاح ، وبما أن الشعب لن يستطيع محاسبة الحكومات على ما تقترفه من سياسات فاشلة دمرت الأردن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، فسنبقى نرزح تحت وطأة الفساد الذي أنهك أركان الدولة . وما دامت هذه الحكومات تختبئ خلف عباءة الملك ، وتسجل لنفسها حصانة ملكية ، فلن يمر مركب الإصلاح على الأردن .
لم يعد خفيا على الشعب الأردني ، بأن البطانة التي يعتمد عليها الملك ، جلها بطانة فاسدة سيئة لا تريد للأردن وقيادته الخير ، وأن ما يحدث الآن على الأرض الأردنية ينافي القيم المجتمعية التي تعودنا عليها فمنذ سطوع نجم الفساد مطيع ، وتدحرج أسماء من العيار الثقيل بقضية مطيع ، أصبح الشعب يشعر بخطورة الحياة ؛ فالأمان الذي يتغنى به مسؤولو الدولة أصبح هلاميا ، لا يتعدى أغنية أو أهزوجة.
تعتمد حكومة الرزاز استفزاز مشاعر الأردنيين ، وكأن الرجل ليس له باع طويل في السياسة ، فالعالم الافتراضي الذي يعيشه ” تويتر ” أخذ الرجل لمنحى آخر غير طبيعي أو سوي ، فدولته نسي أنه يعيش بالأردن في دولة تتجاوز مديونيتها 40مليار وتتجاوز نسبة الدين العام 96% من الناتج الإجمالي وأننا نعيش بأقليم ملتهب تحده الأخطار ، وما زالت جل انجازاته وأعظمها 4000 مشاركة لتغريدته و9000 أعجابا و 380 تعليقا بين مدح وتهكم .
علاوة على انجازاته على مستوى الأصدقاء وأصحاب المصالح المشتركة . كتعيين بلتاجي بمنصب جديد ، تكريم فنانات ومذيعات من دول شقيقة ، محاولة تدبير منصب للمضحية عناب ، تعيين أشقاء نواب ، وآخرها تعيين الثلاثي واستحداث شواغر برواتب مجزية الخزينة بغنى عنها .
حكايتنا ليست تغيير وجوه فالرزاز ومن سبقه ومن سيجيء بعده سيكونون على نفس الشاكلة ما دام النهج المتبع قائم ولن يتغير ، الأردن يحتاج العودة للعمل بدستور 52 وتفعيل الكثير من المواد، وأن تعود السلطات للشعب فهو مصدرها وحاميها ، فالشعب الأردني يستحق أن يكون بمصاف الشعوب الأولى ، فما زالت الفرصة قائمة ، لتحقيق الاستقرار الحقيقي والعدالة .
يجب أن يلتفت الملك إلى ما يحتاجه الشارع ، فما زال الأردنيون يتفقون على أن الهاشميين هم صمام أمان ولكن إن بقيت الأمور على ما هي عليه ، وبقي أبناء الأردن يفترشون الشارع أمام الديوان مطالبين بأبسط حقوقهم ، وعلى الرابع مطالبين بالإصلاح و قطع أذرع الفساد ، دون تدخل أو دون الالتفات إليهم ، فإن العواقب ستكون وخيمة .
آن الأوان لحكومة انقاذ وطني تعمل على صياغة عقد جديد ، تكون مسؤولة أمام الشعب عن أي تجاوزات وأخطاء ، وأن يبقى الرمز الأردني ممثلا بالملك نظيف لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو يتعدى عليه .