فيلادلفيا نيوز
بلال طوالبة
لم تعد تنطلي على الشعب الأردني قصص الورع التي يختبئ خلفها المسؤولين ، فماء الرزاز وسحارات التمر كان بمثابة سم لمن أخذه من يده فلا يعقل أن تمد يد صاحب الولاية لتطعم الصائم ، والأخرى توقع على إعدام الوطن والمواطنين ، فتلك اليد التي أسقت الماء هي اليد التي أقالة رجال دولة بحجم غازي الزبن ، وهي اليد التي جاءت بوزراء عابرين للحدود ونفعت الأصحاب والأحباب ، فلا يعقل لمن سن قانون تكميم الأفواه أن يسمح للصائم بشربة ماء عذبة .
لم يعد خفي على الجميع أن هنالك مشكلة أمنية داخلية يعاني منها الأردن ، فلا خطر على الأردن من الخارج ، فصفقة القرن التي يعتقد الكثيرين أنها ستشكل معوقا للأردن ومن خلال التسريبات الأولية لبنودها ليس للأردن ناقة فيها ولا جمل ، ولن يكون هنالك أي خطر يمكن أن يأتي لأرض الأردن من خارج الحدود فمكمن الخطر الحقيقي داخل الحدود .
إبان استلام سلامة حماد والأحداث التي مرت على الكرك وطرح الثقة به لاحقا تبين أن جميع المعتدين من الجنسية الاردنية ، وبعدها ما شهدته السلط و فحيص لم يكن المنفذين للعمليات الإرهابية من خارج الجنسية الاردنية ، ولكن يبقى الحديث هنا عن حالات ونشاط لمجموعات تبين تقصير إدارة الوزير العائد لوزارته مجددا عبر الرزاز .
لعل ما يهدد الأردن داخليا : منظومة الفساد التي ضربت أركان الدولة ، ولعل كثرة تعدد القادة الأمنيين للأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات العامة يعطي تصورا عن مدى المشكلة الأمنية للجبهة الداخلية والتي تعاني من الفساد الذي ينخر جسد الدولة ، ولعل ما قام به رأس النظام من تصريح صريح بأنه لا غطاء لفاسد مهما كان منصبه وموقعة . يأتي من خلال إدراك رأس الهرم بأن كتب التكليف لا تؤخذ على محمل الجد .
تأتي قرارت الحكومة غير المدروسة والتي تساهم في تأجيج الشارع الأردني وإشعال فتيل الاحتجاجات بصورة صادمة للجميع ، فلم يكن متوقع لدولة تعاني من مديونية عالية إلا ضبط الانفاق ، لا تحميل الدولة كلف استقطاب وزراء و إجراء تعديل ليس له ملامح إلا أن الرئيس يحاول إرضاء و تنفيع أكبر قدر من الأصدقاء و المعارف ، وكأن الرجل يسعى جاهدا لتسديد دين عام عليه .
يراهن الرزاز على ذاكرة الشعب الأردني القصيرة ، معتقدا بأن الشعب الأردني غير معني بما يجول على الساحة الأردنية ولعل ناصحوه بهذا التعديل قد أجحفو بحق الوطن والمواطن ، فمن منا كان يعتقد بأن دول مثل مصر واليمن والسودان والجزائر وليبيا تسقط بها أنظمة وتتشكل بها قوى جديدة ، ليست الحالة الأردنيية للشعب بأفضل من الشعوب الثائرة ، فالفساد والبطالة والفقر وتفشي الرشاوي ، واستلام أبناء الزناة مناصب عليا في الدولة ، سيسرع بالوصول إلى ما لا يحمد عقباه . مادام هذا هو النهج المتبع .
في الأردن رجال دولة حقيقيين تعمدت الإدارة المتعاقبة للدولة من أقصائهم ، سيكون لهم قريبا كلمة الفصل فما عاد الوضع يحتمل محاباة فمن يجامل على حساب الوطن لا مكان له بيننا .