فيلادلفيا نيوز
في بيتك وبجانب أهلك وحولك خدمك وحرسك ، و أمام ناظرك ما لذ وطاب من المأكل والمشرب ، دفءُ يكلل مكانك ، فلا برد قارص يجتاح حجراتك ولا انقطاع في تيار كهربائي ، فعّال على المواقع الالكتروية فحساباتك لا تتوقف ” تويتر ” و ” انستغرام” و ” فيس بوك ” تغرد هنا وتعلق هناك وتبعث صورا وفيديوهات ، نحن الشعب نستذكر دائما الرجال الذين لهم “صولات وجولات ” في الدفاع عن الأردن وشعبه ، ونردد مثلاً شعبيا متداولا بيننا بأن ” النار تخلف رماد ” ، لقد كان منيف ناراً تشب في كل من يفكر المساس بالأردن وشعبه.
منذ أن وُلّيتَ على رأس هذه الحكومة وأنت تَعِدُ وتطالب من الشعب أن يكون عونا لك ، انقسم الشعب على شخصك فبعد الخروج العظيم الذي أسقط حكومة الملقي وجئت أنت كانت العيون تنظر اليك بأنك المخلص وأن وصفي وهزاع ولدا من جديد ، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع منك أن تكون بهذه الصورة المهزوزة التي أنت عليها الآن .صفعتَ الشعب باختيارك لفريقك الوزاري والذي كان واضحا للعيان بأن فريقك جاء رغما عنك وفرضا عليك ، فلم تكن صاحب ولاية ليتسنى لك الاختيار من رجالات الأردن الشرفاء ، وتكونَ نواةً لعملٍ حكوميّ ممنهجٍ يفضي بنا إلى الوصول إلى الدولة المدنية التي نريد ، فالتنفيعات وجبر الخواطر كان ظاهرا على فريقك الذي تم اختياره لك ، ورضيت به طمعا بلقب دولة الرئيس .
طالبت بعطوة ( 100 ) يوم على لسان الناطق الإعلامي ليتسنى لك ترتيب أوراقك وعرض برنامجك الذي سيخرج الأردن والشعب الأردني من براثين الظلام الذي أصبح يحيط بهم ، فمنحك الشعب مهلة على مضض لعل نار منيف تشب في ضلوعك ولعل أفكار مؤنس تشتعل في رأسك .ظهرت أكبر قضية فساد هزت الأردن والاقتصاد الأردني ، وخرجت على شاشات التلفاز انتحارياً تريد محاربة الفساد واجتثاثة ، فكانت الحصيلة بأن عراب الدخان خرج من أمامك وابنه المتهم الثاني قد لحق به بعد فترة وجيزة ، وشبكة الفساد هذه قد حملت أسماء متوفيين وأطفال ، فتعجب الشعب وقال العرافين والدجالين بأن عين أصابت صاحب الولاية فسنقرأ عليه ليشفى .
ثم ظهرت أحداث السلط المأساوية والتي آلمت كل الأردنيين ، وراح ضحيتها من خيرة أبناء قواتنا المسلحة فهاج الشعب وماج بعد انقضاء العطوة المطلوبة وبدأ حراكا سلميا يطالب بالاصلاح الذي يبدو أنه أصبح حلما ، وطالبكم بموقف أردني بما يخص أرض الباقورة والغمر ، ولولا تدخل الملك لما تجرأت لهذه اللحظة للحديث عن أرض الباقورة والغمر رغم المطالبات الشعبية ببيان موقفكم منها .
ثم فجع الأردن بحادث البحر الميت والذي راح ضحيته أكثر من عشرين شهيدا من الأطفال ، وكانت المسؤولية الأخلاقية والقانونية تقع على عاتق وزير التربية والتعليم ووزير السياحة ، أولئك لولا الضغط الشعبي لما استقيلا ، رغم حديثك المتلفز بأن الأردن جاهزة لاستقبال موسم الشتاء وأن البنية التحتية على خير ما يرام . ثم تظهر على الواجهة الملايين التي دفعها الضمان لأرض بأعلى من قيمتها الحقيقية بأضعاف .
واخيرا ماحدث قبل أيام في لواء ذيبان سيول جارفة ، بنية تحتية متهالكة ، ووفايات وانقطاع للكهرباء وفزعة أهالي المنطقة بعيدا عن تدخل الحكومة وأجهزتها حتى ممثلي الدفاع المدني ومراكز الشرطة ما قامو به من مساعدة السكان المحليين لم يكن الا شيء من الطبيعة الأردنية التي تولد معنا ، إلا أنكم تحاولون استئصالها منا .
دولة الرئيس ما حدث على الساحة الأردنية منذ توليك لا يعد ولا يحصى ولم ينل الشعب منك إلا تغريدات لا تسمن ولا تغني من جوع ، فعهدك استخرج قانون تكميم الأفواه ، وفي عهدك أصبحت الأجهزة الأمنية بحالة انفصام في تعرف معنى الحرية فأبناء ذيبان وعيرا الذين يطالبون بحقوقهم لا يشملهم معنى الحرية وحرية التعبير ، يسجنون ويلاحقون أمنيا ولكن من قام بحفلات المجون والتعري لا يُمَس شيء لأنه يمارس حريته في التعبير . دولة الرئيس نحن الشعب الأردني الذي سعيتم أنتم ومن قبلكم بتجريده من هويته الأردنية ، نقول لكم كفاكم استخفافا بعقولنا و استهتار بنا ، فما زلنا نملك من الفطنة والكياسة ما يجعلنا نعلم ما أنتم عليه وما نحن عليه .