فيلادلفيا نيوز
بلال طوالبة
مارك يسأل: مريم، بم تفكر؟
مريم : أفكر بالمشهد الذي حدث اليوم ..
هل تعلم يا ( مارك ) أنّ كل فرد في العسكر من قريتنا لديه أخت أو زوجة أو ربما أم كانت تعمل في السلك التربوي !
كم تمنيت اختراق سرائرهم لسماع الحوارات التي دارت داخلهم، هل هناك من شعر بالأسف على ما اقترفه اليوم؟ هل منهم من تمنى أن يرفض الأوامر العليا ويفسح المجال للمسالمين؟ هل منهم من قابل زوجته أو أخته أو ابن عمه وغيّر وجهته حياء !
لربما كان الضمير حيًّا يا (مارك) لكنه أُخرس!
برأيك يا (مارك) ما هي الأحاديث المنتشرة الآن في القرية؟
: هل عاتبت سلوى زوجها باسل؛ عندما رأت دماء وجهه نافرة في وجه صديقه سالم الذي درس معه في المرحلة الابتدائية ؟
: هل صدقت سعاد زوجَها وهو يقول لها: ما أردت ذلك ولكنني أُجبرت؟
: أأصلحت الجدة جميلة بين حفيديها قبل غياب شمس خامس أيام أيلول ، خوفًا من سقوط العائلة ؟
هذا ما أفكر به يا (مارك) .
كما أني أتعجب من أولئك الآخرين، تلك الأبواق التي أزعجت المشهد، وشوهت منظره، أتعجب من امتعاضهم الشديد لما حدث اليوم! لا أدري هل ردة الفعل هذه مبنية على نعيم متمتعين ومتنعمين فيه ليل نهار! رغم أنهم كانوا قبل عام ونيف في المكان نفسه يهتفون غلاء لا يقوون على حمله!
أيها المتحضرون، لم يكن التحضر يوما في استهجان من يطالب بحقه ..
أيها المتحضرون، لم نطلب منكم أن تبدوا آراءكم، فقولوا خيرًا أو اصمتوا..
أيها المتحضرون، كفاكم كفاكم، فإن العجلة ستدور يومًا ما ..
أيها المتحضرون، في يوم ما كانت القرية تضمد الجروح بيد واحدة ، ولكن اليوم الجرح واحد ولم نجد له قصعة قماش .
أعلمت أشرف او أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
عاش الأردن ..