الإثنين , ديسمبر 23 2024 | 12:04 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / بلال طوالبة: الأردن بين مطرقة الإصلاح وسندان الفساد

بلال طوالبة: الأردن بين مطرقة الإصلاح وسندان الفساد

فيلادلفيا نيوز

بلال طوالبة

أصبح الدوار الرابع هو الفيصل الأول والأخير في تحريك القضايا التي استعصت على الحكومات الثلاثة الأخيرة المتعاقبة ، فنداء الإصلاح بات يخترق كل شيء دون خوف ما دام تحت رعاية الآذن بحريات الرأي والتعبير ، وبعد اسقاط حكومة الملقي فقد اخترق هذا النداء حدود تركيا واقتلاع مطيع من أحضان الطبيعة الخضراء التي ينعم بها في الآونة الأخيرة . ففرحة صاحب الولاية بعد جلب المتهم الأول في قضية الدخان مطيع على اعتبار أنها ستكون شفيعة له ولفريقة الحكومي بعد حالة الخذلان التي مني بها الشارع الأردني من جرّاء قراراته غير الراحمة لنبض الأردنيين ، ولايعلم بأن هذه الحراكات تبقى مستمرة بعد التغييرات الجذرية المعهودة بها ، فالثقة باتت قاب قوسين أو أدنى من المعدومية .
ولكي يشفى الشارع الأردني فإن الخطوة الثانية المطالب بها الرزاز أصعب من الخطوة الأولى ، فالشعب لا يريد سوى عودة المال العام لخزينة الدولة لتخف وطأة الجباية التي يعاني منها الأردني مؤخرا .. فالأردنيون يريدون الكشف عن المتورطين الحقيقين وراء هذا الرجل كما تناقلت الأخبار بأن شخصيات من العيار الثقيل هي من سهلت لمطيع أن يشيع الفساد ، وأن يضرب الأقتصاد الوطني بهذه الشاكلة ، فمن سهل له الخروج ؟ ومن ساهم في إدخال المصانع وإنتاج الدخان وتصديره وبيعه في الأسواق ؟
وبتنا نرى بأن الجهود أصبحت ملقاة على عاتق الملك فأمره باسترجاع أرض الباقورة والغمر بسبب فضله لتدخله المباشر ، وثانيا إعادة مطيع من الدولة التركية بعد حرصه على سماع نبض الشارع الأردني ، فلولا تدخل الملك وهي أمور ليست مطلوبة منه وليست من واجباته ، ولكن لضعف المدعي بالولاية ومن قبله الكثيرين ، يلحظ الشعب تدخل الملك في سياسة الدولة الخارجية ، وهو ما يعاب على الحكومات المتعاقبة مما يؤكد لنا أنه لا ولاية لرئيس مجلس الوزراء .
عودة مطيع وما قام به رجال الأمن و المخابرات من حرفية عالية بتتبع الرجل وتحديد مكانة ، وصولا إلى القبض عليه يثلج صدور الأردنيين ويزيد من أيمانهم بأجهزتهم الأمنية ، على أمل أن ينتهي هذا العام بجلب الفار الأخير وليد الكردي .

في هذه الاثناء يزداد نشاط الحراك السلمي الذي يطالب بالإصلاح و محاربة الفساد وتشكيل حكومة إنقاذ وطني للتأسيس لحالة أقتصادية وسياسية واجتماعية سليمة تخرج الأردن من النفق المظلم الذي فرضته عليه السياسات التي قامت بها الحكومات المتعاقبة على مدار 20 سنة ، فالأردن والشعب الأردني يستحق دائما الأفضل ، وما الحالة المتردية التي يعاني منها الاقتصاد إلا نتاج خلل في البرامج المتبعة.
تعاني الحكومة من حالة إنفصام ؛ فأصبحت واضحة على تصرفاتها ، محاولة تشويه الحراك السلمي وصم آذانها عن مطالب الشعب ، واختيار شخصيات وزجها بالسجن ، رغم كفالة القانون حرية التعبير للأشخاص ، إلا أن معيار حرية التعبير يختلف في وجهة نظر الحكومة ، فالرابع الذي أسقط حكومة الملقي و جاء بالرزاز يأمه الآن الاشخاص نفسهم ولم تختلف المطالبات فالأصلاح ومكافحة الفساد وأعادة مقدرات الوطن التي سلبت منه هو جل ما يطلبه المعتصمين .
لم تعد الحكومة قادرة على أن تداري عجزها في قيادة المرحلة ، كما أن ملفات الفساد وأصحابها أصبحت ثقيلة على كاهلها ، فالرئيس في مناسبتين لم ينجح و رسب بالاختبار رغم وجود من يحاول أن يعطي هذه الحكومة قبلة حياة إلا أن مصيرها للزوال وسيكون للشعب كلمة الفصل في ذلك ، حينها لن يخذل الملك الشعب وستكون كما سابقاتها .
يبقى الحديث عن الاصلاح و محاربة الفساد والفاسدين هاجس يؤرق الأردنيين الا أن بريق الأمل موجود فالإصلاح سيتحقق بإرادة الشعب ، تضع بأعينها أن هذا الأردن يستحق أن نبذل الغالي والنفيس لأجله .

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com