فيلادلفيا نيوز
بقلم المستشارة التربوية : بشرى عربيات
31/12/2019
شهد عام 2019 أحداثاً وفرارت تتعلق بالتعليم، منها ما صدر عن رئاسة الوزراء وهو إطلاق فكرة إلزامية التعليم لمرحلة رياض الأطفال للمدارس الحكومية في مطلع أيلول القادم 2020 والذي لاقى أصداء وآراء مختلفة تتلخص في عدم جاهزية المدارس الحكومية لاستقبال الأطفال من حيث البنية التحتية والتدفئة ووسائل نقل الأطفال من وإلى المدارس، ناهيك عن عدم وجود معلمات تحمل المؤهل السلوكي في آلية التعامل مع هذه المرحلة العمرية، حتى لو كانت حاصلة على مؤهل أكاديمي.
وتوالى على وزارة التربية والتعليم عدداً من الوزراء، والذي يحملُ كلٌّ منهم فكراً مختلفاً، فانتقلت الثانوية العامة من دورتين إلى دورة واحدة، تليها دورة تكميلية بعد أسبوعين فقط من إعلان نتائج الثانوية العامة، هذه النتائج التي شهدت للمرة الأولى في المملكة الأردنية الهاشمية معدل 100% للأول على المملكة/ الفرع العلمي كما شهدت أعداداً هائلة ممن أحرزوا معدلات فوق 90%، وهنا يجب أن تكون هناك نظرة فاحصة ودراسة عميقة لهذه النتائج الغير منطقية، والتي يرفضها العقل لأنه لا يمكن تحقيق العلامة الكاملة في كثير من المباحث، فكيف إذا كان المعدل النهائي مائة؟! لقد جاءت هذه النتائج كي تثبت وزارة التربية والتعليم أنها نجحت في أن يكون ” التوجيهي ” دورة واحدة. أضف إلى ذلك القرار الذي صدر في أواخر أيام عام 2019 والمتعلق بتأجيل الدورة التكميلية لتعود دورة شتوية كما كانت منذ سنوات، هذا التخبط في قرارات وزارة التربية والتعليم يؤثر على العملية التعليمية في الأردن، وقد استمعت إلى تصريحات من مسؤولين في الوزارة عبر أثير وفضاء عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية أن هذا القرار قد طُرحَ بناء على التأخير الذي حدث في بداية العام الدراسي نتيجة إضراب نقابة المعلمين! وهنا يكمن السؤال، منذ متى تكون القرارات المصيرية المتعلقة بالطلبة نتيجة فعل ورد فعل ؟
وهنا لا بد أن نشير إلى الحدث الأبرز في بداية العام الدراسي 2019- 2020 وهو إضراب المعلمين في المدارس الحكومية لمدة شهر بتنسيق وتنظيم نقابة المعلمين الأردنيين، الأمر الذي أثَّر سلباً على الطلبة الذين جاب معظمهم شوارع المملكة بلا هدف، وقابل بعضهم نكراناً وجحوداً من المعلمين والمعلمات الذين رفضوا تدريسهم بحجة الإضراب، والأدهى من ذلك قيام بعض المعلمين بأعمال تطوعية داخل مدارسهم – من صيانة ودهان – وكان من الأجدر بهم عدم حرمان الطلبة من حقهم في التعليم بحجة الإضراب للحصول على زيادة في الراتب. ليس هذا فحسب،بل كان هناك أعداد من المعلمين الذين يتوجهون إلى المراكز المسائية لتدريس اللاجئين السوريين، وأعداد أخرى تتوجه إلى مراكز خاصة لتدريس طلبة الثانوية العامة.
وكما تعودنا من وزارة التربية والتعليم – ومنذ أعوام – أن ينصبّ إهتمامها على مرحلة الثانوية العامة، وإهمال إحدى عشرة مرحلة تسبق الثانوية العامة! ولكن في عام 2019 كان هذا الهدف أيضاً من أهداف نقابة المعلمين التي بدأت بتعويض حصص للتوجيهي متناسية بقية المراحل.
ولأننا نتحدث عن بانوراما 2019، يجب أن لا نغفل عن بعض أحداث العنف التي شهدتها بعض المدارس من إعتداء على الطلبة وغيرها من أحداث العنف التي توجّه للمجتمع ضربة قاسية – إضافة إلى إضراب المعلمين -، في أن التعليم لم يعد رسالة يحملها المعلم أمانة في عنقه! بل أن التعليم أصبح وظيفة عادية لا تحمل في طياتها أي بُعد تربوي وإنساني، لقد فقدنا المعلم المربي القدوة ونأمل أن لا يستمر الحال بنا كذلك، كي لا نبقى ضمن الشعوب المتخلفة، فالعالم يتسارع للنهوض بأبنائه عن طريق العلم، والتعليم فقط.
العلمُ يبني بيوتاً لا عمادَ لها
والجهلُ يهدمُ بيوتَ العزِّ والكرمِ