فيلادلفيا نيوز
بقلم : بشرى سليمان عربيات
27/8/2018
يُطلُ علينا – بعد أيام – صباحٌ جديد ، لعامٍ دراسيٍّ جديد ، ينطلق فيه نحو مليوني طالب وطالبة إلى مدارسهم ، ليواصلوا مسيرتهم الدراسية .
ونحن على أعتاب العام الدراسيّ الجديد ، نودُّ أن نثيرَ بعض التساؤلات المتعلقة بمصلحة أبنائنا الطلبة ، ومن هذه التساؤلات ما مدى جاهزية مدارس المملكة لاستقبال الطلبة ، من حيث البنية التحتية ومن حيث أعداد المعلمين والمعلمات في كافة التخصصات ، هل سنواجه نقصاً في بعض التخصصات كالفيزياء والرياضيات في المدارس النائية ؟ أم هل سيتم تغطية تلك التخصصات على حساب التعليم الإضافي ؟ وما هي أسس إختيار هؤلاء المعلمين الذين من المفروض أن يكونوا متمكنين من مادتهم العلمية ، فنحن لا نحتاج إلى معلمين ومعلمات يعملون على إشغال الفراغ ولكنّا بحاجة إلى ذوي الكفاءة الذين لديهم المقدرة على النهوض بالعملية التربوية التعليمية .
ونعود دائماً للسؤال ، ما هي الأسس التي يتم على أساسها تعيين المعلمين والمعلمات ، بل ما هي الأسس التي يتم إعتمادها لاختيار معلمي المرحلة الأساسية أو الثانوية ؟ قد تكون الشهادة الجامعية كافيةً في حال رغبة المعلم – المعلمة – بالتعليم ، ولكن منذ سنوات تجاوزت الخمسة عشرة عاماً ، دخل على مهنة التعليم خريجي جامعات لا يرغبون بالمهنة ، بل لا يرغبون بالعمل أساساً ، لكنهم اختاروا التخصصات الجامعية التي تجعل منهم معلمين ومعلمات لعدم وجود تخصصات بديلة ، وربما طمعاً في الإجازة الصيفية المدفوعة الأجر في مدارسنا الحكومية وبعض المدارس الخاصة .
وإني أكرر السؤال إلى وزارة التربية والتعليم ، كيف يمكن أن ننهض بالتعليم إذا كانت أسس إختيار المعلمين بناءً على ” رقم ” في ديوان الخدمة المدنية ؟ وحتى عندما حاولت الوزارة قبل أعوامٍ قليلة إجراء إمتحانات للمعلمين قبل التعيين لكنها – للأسف – تجاوزت عن نتائج تلك الإمتحانات وتم التعيين لمن لا يمتلكون الكفاءة العلمية . وكلُّنا يعلم أن مجرد حصول المعلم أو الموظف في وزارة التربية والتعليم على كتاب التعيين ، لن تتمكن أي جهة من إقالتهم مهما كان أداؤهم . لذلك أرى أن تكون هناك فترة تجريبية للمعلم – أُسوةً بالقطاع الخاص – ، فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، لدفع المعلمين لبذل الجهد قبل الدخول إلى الحصة الصفية ، ومراقبة أدائهم في هذه الفترة التجريبية من قِبَل مشرفي المباحث في الوزارة ، وأقترح أيضاً أن يتم تبادل المشرفين في هذه الفترة ، كي لا يكون هناك مجال للعلاقات الإجتماعية والعائلية على حساب مصلحة الطلبة .
ومع بداية العام الجديد، تُطلق وزارة التربية والتعليم مجموعةً من القرارات تتعلق بتنقلات وتقاعدات عدداً لا بأس به من المسؤولين، ومنهم مدراء التربية والتعليم مما يُحدث إرباكاً للعملية التعليمية، ذلك لأن مدير التربية يكون قد قام خلال العطلة الصيفية بالتجهيز لاستقبال الطلبة والمعلمين في المدارس التابعة للمديرية، ويفاجأ بقرار نقله إلى مديرية أخرى في اليوم الأول من بدء دوام المعلمين في مدارسهم. تُرى من وراء هذه القرارات المفاجئة؟ ولماذا لا يتم مناقشة هذه الأمور مع مدراء التربية في الميدان؟ هل تعلم وزارة التربية والتعليم أن مدير التربية يحتاج إلى شهر – على الأقل – للتعرف على المدارس التابعة للمديرية؟ إنّ هذه القرارات لا تصبّ في مصلحة التعليم.
أضف إلى ذلك، إصدار قرارات التنقلات والتقاعدات عبر وسائل الإعلام وبطريقة لا تليق بمن كانت خدمتهم في وزارة التربية والتعليم تزيد عن ثلاثين عاماً.
ونحنُ على أعتاب العام الدراسيّ الجديد، ينتظرُ بعض المعلمين مفاجآت حول كونهم ” زوائد ” في مدارسهم بعد أن كانوا قبل شهرين ” أصول”، وذلك إثر قرارٍ يقضي بتخفيف عدد الحصص لمجموعة من المباحث، ويعتبر قرار تخفيف الحصص قراراً غير مدروس، لأنه سوف ينعكس على أداء الطلبة في تلك المباحث
نحن نحتاج إلى نهضة تعليمية تربوية ترقى بعملية التعليم ، نهضة تعمل على تحسين مخرجات التعليم ، ليس فقط كمّياً وإنما نوعياً . ولذلك فإن الجهد لا يقف فقط على المطلوب من وزارة التربية والتعليم ، بل إن المسؤولية ملقاة على كل فرد من أفراد المجتمع .
نأمل أن يكون هذا العام مليء بالإنجازات ، وكل عام وأنتم بخير.