فيلادلفيا نيوز
بقلم: بشرى سليمان عربيات
4/4/2019
لا نلحق الخروج من مآزق كثيرة ناتجة عن قرارات وزارة التربية والتعليم- التي تسبق التخطيط -، إلاَ ونجد أن هناك مطبَّات عديدة تواجهنا من خلال قرارات أخرى مجحفة بحقِّ الطلبة، وبحقّ التعليم في الأردن.
طالعتنا الصحف هذا اليوم برنامج إمتحان الثانوية العامة للعام الحالي 2019 والذي يشهدُ فيه أبناءنا الطلبة تجربةَ تقديم الإمتحان في دورةٍ واحدة – وليس على دورتين كما كان الوضع منذ أعوامٍ عديدة -. هذا البرنامج الذي يجب أن يكون قد نوقش من خلال لجنة الإمتحانات وربما يكون قد تمَّ استمزاج الرأي في الميدان التربويّ، لكن على ما يبدو أن ذلك لم يحدث! لأن برنامج الإمتحانات بدأ بالرياضيات وتواصل على مدار أسبوع في المواد العلمية الأساسية، والتي لا يفصل بينها سوى يوم واحد! وفي المقابل جاءت المواد الأدبية – اللغة العربية وتاريخ الأردن واللغة الإنجليزية بترتيب غريب، حيث يسبق كل إمتحان يومين إلى أربعة أيام. نحن لا نتجنَّى على وزارة التربية والتعليم حين نقول أن قراراتها لا تدل على تخطيط سليم، لأنها فعليَّاً قرارات بدون تخطيط.
إنَّ من ينظر إلى العملية التعليمية في الأردن نظرةً فاحصةً يجد أن فيها ثغرات وفجوات كبيرة، وسببها الرئيسي وزارة التربية والتعليم التي تفاجئ المجتمع كل فترة بقراراتٍ غير منطقية – للأسف الشديد -، وتكمن المصيبة الكبرى في أن هذه القرارات صادرة عن وزارة تعنى بالأجيال الحالية والقادمة. وهنا أريد أن أوجهَ سؤالاً إليهم، هل تسعونَ في وزارة التربية والتعليم إلى تنفير هذا الجيل من التعليم؟ أم تريدون تدمير آخر لبنة في جدار التعليم؟ أم أنكم تتخبطون ولا تدركون آثار قراراتكم هذه أو تلك؟! إن لأسئلتي هذه إجابات عند كل نفس تمتلكُ ضميراً مخلصاً، والإجابة الوحيدة تصبُّ في أن التعليم في الأردن مستهدف وتدمير التعليم ممنهج.
منذ سنوات عديدة وأنتم وضعتم الطلبة حقلاً لتجاربكم التي تنبع من الآراء الشخصية لهذا الوزير أو ذاك، لذلك هناك سؤال يراودني: من الذي يدير العملية التعليمية؟ وكيف يتم إقرار القرارات المفاجئة؟ وهل هناك دراسات ميدانية نتيجة القرارات المتخبطة المتتالية؟ أعتقد أنه لا توجد إجابة على أسئلتي سوى أنكم تهدفون إلى إنتاج جيل حائر، تائه، لا هدف له في هذه الحياة.
لقد آن الأوان أن نقفَ لنقولَ لكم ” كفى “، نعم كفى تخبطّاً وكفى تلاعباً بأعصاب الناس، وكفى تهاوناً بمخرجات التعليم التي أصبحت هزيلة وضعيفة، ولا تشير إلى خططٍ قوية، ولا إلى أي إنجاز فعليّ على أرض الواقع.
وستبقى عيني على التعليم
مهما اشتدَّ الوضعُ السقيم