فيلادلفيا نيوز
بقلم: بشرى سليمان عربيات
12/9/2019
نلاحظُ في الآونةِ الأخيرة تراجع واضح في مخرجات التعليم، سواءً كان التعليم المدرسيّ أو الجامعي. كما نلاحظ زخماً كبيراً في البرامج التي تناقش ذلك على شاشات الفضائيات وعبر أثير الإذاعات، ولكن النتائج لا توحي بأي إصلاح للتعليم، بل على العكس! هناك تردّي وتراجع ملموس في المنظومة التعليمية، ناهيكَ عن المنظومة التربوية الأخلاقية والسلوكية والتي باتت عملة نادرة في هذه الأيام. والسؤال المطروح اليوم، هل وصلنا إلى حالة من العجز إزاءَ ما يحدث من تراجع؟ هل نستسلم للواقع الأليم ونستوعب أن التعليم صار خاضعاً لقانون التربيع العكسي؟! كنتُ أعتقد أنه لن يأتي هذا اليوم الذي أستخدم فيه هذا القانون لبيان التراجع الملحوظ في التعليم بمرور الزمن، لكنه أصبح واضحاً للعيان أن مخرجات التعليم تتناسب عكسياً مع مربع الزمن!
لقد قمتُ باختيار هذه الصورة التي قد لا توضح ما أقصد – برأي البعض- ولكني قصدت أن التعليم رسالة هادفة تنشر ضياؤها في الفضاء مهما كانت المسافات بعيدة، ولكن لا يمكن أن نتجاهل أن شدة الضوء تتناسب عكسياً مع مربع المسافة، فلماذا أصبح التعليم يتراجع وتتضاءل قيمته ويتناقص تأثيره بمرور الزمن؟ لا بد أن هناك أسباب عديدة، ولكن السبب الرئيسي يعود إلى عدم إيمان بعض المعلمين برسالة التعليم، وعدم ثقة الجيل الحالي بالمدارس والجامعات، بل وعدم الثقة بالمعلم الذي أصبح يمتهن المهنة للتجارة سواءً كان عن طريق ما يسمى بالمراكز واستقطاب الطلبة لها وعدم إعطاء الطالب حقه في الغرفة الصفيَّة إضافةً إلى ” الدوسيهات المنتشرة ” لكل مبحث ، ولا حسيب ولا رقيب من جهة وزارة التربية والتعليم. لذلك أريد أن أوجه سؤالاً إلى وزارة التربية والتعليم، ألا تثقون بمناهجكم حتى تسمحوا لمئات من الدوسيهات بالإنتشار في المدارس الحكومية والخاصة؟! ألا تجدون أن هذا يشكِّل عبئاً مادياً إضافياً على أولياء أمور الطلبة؟ ناهيكَ عن تشتيت الطلبة ما بين المنهاج المدرسي المقرر وهذه الدوسيهات. هذا جانب، ومن جانبٍ آخر لا توجد متابعة ولا رقابة على مدارس القطاع الخاص، بدءاً من الترخيص الهائل للمدارس الخاصة بدون قيود، وخصوصاً – لعبة – البرامج الأجنبية في مرحلة الطفولة المبكرة! وانتهاءً بعدم وجود إشراف حقيقي على تلك المدارس، إذ يكتفي بعض المشرفين بزيارات تشريفية لتلك المدارس، الذين يقومون بالترحيب وحُسن الضيافة، الأمر الذي يجعل هؤلاء المشرفون يغادرون المكان – ناسين أو متناسين – لماذا ذهبوا!
لقد آن الأوان لنضع اليد على الجرح الذي ينزف منذ سنوات، وقد يكون تعقيم الجرح مؤلماً، لكنه أفضل من استمرار النزف.
وليكن شعارنا أن نبني هذا البلد