فيلادلفيا نيوز
بقلم : بشرى سليمان عربيات
20/4/2020
في أزمة كورونا، لا أملك أن أقف متفرجة فقط تجاه ما تمَّ من إجراءات بدءاً من منصات التعليم عن بعد، وانتهاءً بآلية العودة إلى المدارس وامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، إضافةً لامتحان الثانوية العامة.
لقد قمت بالتواصل مع عددٍ من الجهات المسؤولة عن هذا الشأن، ولم أدَّخر جهداً لتوصيل الأفكار التي كتبتها عبر الإعلام المرئي والمسموع، حيث كتبت تقارير عن التعلُّم عن بعد، وعن عملية التقييم الإلكتروني وما يرافقها من سلبيات لا تصب في مصلحة التعليم، ولا في مصلحة أبنائنا الطلبة. وقد قررت اليوم أن أكتبَ ملخصاً عن تلك التقارير والأفكار، لعلها تلقى صدى عند صانعي القرار.
إن من أبرز إيجابيات التعلم عن بعد – وخصوصاً في هذا الظرف الطارئ -إطمئنان أولياء الأمور على أبنائهم في قضاء وقت للدراسة ومتابعة الواجبات، إضافة إلى بعث روح الطمأنينة في المجتمع بكافة أطيافه نتيجة عدم وجود تجمعات. ولكن، نتيجةً لعدم توفر الجاهزية والبنية التحتية، فقد لمسنا مجموعة من الآثار السلبية ومنها، عدم وضوح الصوت في التسجيلات التي قامت الوزارة بنشرها، إضافة إلى استخدام أساتذة الشركات الخاصة للدوسيهات بدلاً من الكتاب المدرسي، أيضاً كان هناك ضعف واضح في اللغة العربية عند المعلمين المشاركين في تسجيل المادة التعليمية . ناهيك عن التأثير السلبي لأجهزة الموبايل والكمبيوتر على مستوى الرؤية والتركيز لدى الطلبة، وعدم توفر أجهزة كمبيوتر وإنترنت في جميع البيوت الأمر الذي يؤدي إلى عدم تحقق العدالة الإجتماعية .
بالنسبة لامتحان الثانوية العامة، من الممكن أن يُعقد في ساحات المدارس الكبرى الخاصة والحدائق العامة، حدائق الحسين مثلاً، إضافة إلى صالات الرياضة والملاعب، وذلك للحد من استخدام المرافق العامة داخل المدارس كما هو معتاد، إضافة إلى إمكانية إجراء الإمتحان لأبناء المنطقة الجغرافية الواحدة في مكان واحد مهما اختلفت مدارسهم وبالتالي يجب إجراء تعديل بسيط على بطاقات الجلوس بحيث تعتمد أماكن السكن القريبة من الساحات التي سيقع الإختيار عليها، وبذلك يتم ضبط الإمتحان على مستوى عالي من المهنية، ولتحقيق ذلك يلزم إنشاء موقع إلكتروني خاص ببطاقات جلوس الطلبة، يدخل الطالب فيه الرقم الوطني الخاص به، وبالتالي تظهر للطالب بطاقة جلوس إلكترونية ٌتحتوي نفس بيانات بطاقة الجلوس الورقية، ويضاف عليها QR code لتمكين الأجهزة الأمنية ورئيس القاعة من التحقق من هوية الطالب. كما يمكن تنظيم دخول وخروج الطلبة على دفعات لمنع التقارب والتدافع، وذلك بالتعاون مع الجيش العربي والأجهزة الأمنية.
ومن المقترح أيضاً، إجراء تعديل على وقت الإمتحان بحيث يتم إضافة 25% من الوقت الفعلي للإمتحان، وذلك بسبب الظروف النفسية التي مرت بالطلبة هذا العام. ولا ننسى أهمية إتلاف الأقلام المستخدمة بعد كل جلسة إمتحان كإجراء وقائي في هذه المرحلة .
ولا ننسى في هذه المرحلة دراسة مدى إمكانية التجاوز عن طلبة الدراسة الخاصة والذين استنفذوا فرص الإعادة، بحيث أن هذه آخر فرصة لهم ( مواليد 1998 ) وذلك في المباحث التي لن تؤثر على المعدل العام وقرارها ناجح/ راسب وهي على سبيل المثال للفرع العلمي علوم الأرض والحاسوب. ذلك لأنهم في وضع نفسي سيء نتيجة أزمة كورونا كونها الفرصة الأخيرة لهم، وخصوصاً من حصل على معدل يؤهله لدخول الجامعة والعائق الوحيد هذه المواد.
وإنني إذ أضع هذه المقترحات بين يدي صانعي القرار ، وإذا تمَّ تنفيذها، فسوف يتحدث العالم عن تجربة الأردن في حماية الطلبة أثناء إمتحان الثانوية العامة إضافة إلى تجربة النجاح في حصر هذا الوباء والذي كان محط أنظار العالم أجمع.
حمى الله الأردن