فيلادلفيا نيوز
كلنا يدرك ان المال مصدر قوة لأي عمل خيري يساهم في تنمية المجتمع ، والطبيعة البشرية يعز عليها المال ، ( ويحبون المال حبًا جمًا ) وهذه فطرة جبل عليها البشر . كثر الحديث عن السعادة والمال ، وآباؤنا قالوا أن السعادة لا يشتريها المال، أباءنا طيبون أكثر مما يجب، لانهم عاشوا حياه تكبر فيها عزة النفس والشهامة ، لكن عجلة الحياة تغيرت في خضم هذا الزخم البشري المتعدد والمختلف ، إن جمع التبرعات في العالم العربي والإسلامي من خلال المؤسسات أو الأفراد أضحت مهارة تحتاج إلى تعلم وفن، بإلاضافة إلى تعزيز الثقة بين المتبرع والجهات المشرفة ، ويكثر الحديث عن أسلوب الشهرة الذي يتبعه البعض لحشد شعبية في المجتمع وتلميع الصورة الذات ، وهذا يتنافى مع القيم الأخلاقية السائدة في المجتمع .
وقال باحثون كانوا أكثر إنسانية من اصحاب مقولة السعادة في المال ، حيث أكدوا أن ما يجعل الناس سعداء، ليس المال بصفته المطلقة، ولكن فى كيفية إنفاق هذا المال، وان العمل الخيري يترجم السعادة ، وتزاد النفس عزة مغمورة بالسعادة ، ويصبح العمل الخيري مؤثرًا في تغيير السلوك الاجتماعي وكما قال الصالحين ” كنا نسوق أنفسنا للطاعة فأصبحت أنفسنا تقودنا للطاعة ” إذن التبرع والعمل الخيري يساهم في تغير نمط حياة الإنسان من خلال الشعور بالسعادة ، لنذهب إلى ماليزيا … التي أسست اقتصادي عالمي اختزل في شخص مهاتير محمد الذي كرس حياته للعمل الخيري عندما كان طالب في كلية الطب. كان يوزع الخبز على الفقراءعلى دراجته الهوائية ثم قام السيد مهاتير بعد تخرجه بالعمل في مهنة الطب بعيادته الخاصة، والتي كان يقوم بعلاج الفقراء بها مجانًا، كما عمل كضابط طبيب بسلاح الخدمات الطبية، نحن نحتاج الى تغير مفاهيم التبرع بداية من المدرسة والجامعة وكافة مناحي الحياه ، التضحية هي وقود أي عمل تطوعي وخيري والذي يحقق الامن الإنساني والشعور بمناقب الخير ،
وتعزز العلاقة والصلة مع الأشخاص من خلال الشعور بالسند والمؤازرة لتعزز العلاقات والصلة مع الأشخاص ، نحن اليوم وللأسف إصابتنا أمراض حب النفس والظهور ، كم نحتاج إلى تاسيس نمط مجتمعي يساهم في تغيير مفهوم العمل الخيري ، وتتطور ثقافة أفراد فريق العمل في مجال الخير ويتوحد الهدف من اجل بناء حركة اجتماعية مشتركة تحفزهم على بذل أقصى درجات التنافس من اجل إسعاد الناس
وهذه دلالة على الفريق الحقيقي.
نحتاج إلى مؤسسات من المجتمع المدني لتطوير مهارات العمل التطوعي والخيري في كل الظروف ولا تختصر على الأزمات فقط ، ونحن نعتب على على رؤوس الأموال التي تختفي في أحنك الظروف ، لان ثقافة التطوع والتبرع لا زالت مختصرة على الجهات الرسمية ، وهنا تبرز الإشكالية المطروحة بعدم الثقة بحسن التصرف بالتبرعات ، هذه مسالة مطروحة على مستوى العالم العربي في ظل ضياع الشفافية ودقة التخطيط في الإنفاق العادل ، بينما يمكن تسويق الأفكار عبر الاعلام وأهل الاختصاص لاقناع فئات المجتمع في ممارسة هذا الدور المشرف الذي ينقل السعادة إلى الناس وشعورهم بالطمأنينة بانهم ليسوا وحدهم ، إذا علينا إنشاء منظمومة دائما للتطوع في المجتمع وهنا يسعد الناس بالتنافس لتحقيق الهدف الأسمى حياة الإنسان .