فيلادلفيا نيوز
قال شاهد والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن عملية بدأت اليوم الجمعة لإجلاء مقاتلين من المعارضة ومدنيين سوريين من المنطقة الواقعة على الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان وإن حافلات بدأت تغادر المنطقة.
ومع اقتراب الهجوم المدعوم من روسيا، وافق مقاتلو المعارضة في القنيطرة القريبة من الجولان أمس الخميس إما على قبول العودة إلى حكم الدولة أو المغادرة إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال البلاد. ويشبه ذلك الشروط التي فرضت على مقاتلي المعارضة المهزومين في أنحاء أخرى بسوريا. وزاد عدد سكان إدلب بسبب الفارين من تقدم الأسد في مناطق أخرى.
وقال الشاهد إن قافلة من نحو 20 حافلة تحمل مدنيين ومقاتلين غادرت إحدى المناطق بالقنيطرة.
وذكر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري أن الحافلات بدأت تتحرك.
وتتوجه الحافلات صوب مناطق تحت سيطرة المعارضة في الشمال بموجب اتفاق سيعيد سيطرة الرئيس بشار الأسد على الحدود.
ورأى شاهد من رويترز يتابع قرية القحطانية من الجانب الإسرائيلي من الحدود رجالا يعتلون شاحنات محملة بالمتعلقات ويغادرون القرية. ولم يتضح إلى أين يتوجهون. ووصلت حافلات في وقت لاحق للقحطانية.
ويحتمي عشرات الآلاف من الأشخاص عند الحدود منذ بدأ هجوم قوات الحكومة قبل شهر.
وأعاد الهجوم سيطرة الحكومة على منطقة استراتيجية في الجنوب الغربي على الحدود مع الأردن وإسرائيل.
وكانت هذه واحدة من أسرع الحملات العسكرية في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام. وكانت الولايات المتحدة تمد مقاتلي المعارضة في الجنوب بالسلاح لكنها أبلغتهم مع بداية الهجوم ألا يتوقعوا تدخلا منها. واستسلم كثير منهم سريعا.كما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن بدء إخراج فصائل المعارضة المسلّحة الرافضة للتسوية من ممر قرية أم باطنة في ريف القنيطرة إلى شمال سوريا.
وقالت “سانا” إن إجراءات إخراج فصائل المعارضة المسلحة بدأت من قرية أم باطنة في ريف القنيطرة، مضيفةّ أنه من المقرر أن يتم في وقت لاحق إخراجهم بقافلة واحدة باتجاه قرية نبع الصخر ومن ثم إلى شمال سوريا.
وأكّد مصدر معارض والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحافلات بدأت تتجمع الجمعة في محافظة القنيطرة الجنوبية على الحدود مع إسرائيل، تمهيداً لبدء عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين إلى شمال سوريا بموجب اتفاق أبرمته روسيا مع الفصائل.
وينص الاتفاق الذي تم إعلانه صباح الخميس على استسلام الفصائل عملياً مقابل وقف المعارك و”عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011″، بحسب الإعلام الرسمي وهو عام اندلاع النزاع السوري في هذه المنطقة التي تتسم بحساسية بالغة لقربها من إسرائيل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “الحافلات وصلت أمس الخميس إلى منطقة تحت سيطرة قوات النظام في محافظة القنيطرة، على أن تبدأ اليوم الدخول إلى مناطق سيطرة الفصائل تمهيداً لبدء عملية الإجلاء”.
ولم يتضح وفق عبد الرحمن عدد المقاتلين والمدنيين الذين سيتم إخراجهم إلى الشمال السوري فيما تحدث مصدر معارض مفاوض في القنيطرة لفرانس برس عن بضعة آلاف، مشيراً إلى أن العملية ستبدأ منتصف اليوم.
وتسيطر الفصائل المعارضة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من إسرائيل.
ولهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) تواجد في هذه المنطقة، وسيتم وفق المرصد إخراج مقاتليها كونهم في عداد الرافضين لاتفاق التسوية مع النظام.
وينص الاتفاق، وفق عبد الرحمن، على غرار اتفاقات مماثلة أبرمت في مناطق اخرى، آخرها محافظة درعا المجاورة، على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، على أن تدخل شرطة مدنية سورية إلى مناطق تواجد الفصائل في المحافظة والمنطقة العازلة.
وكانت قوات النظام بدأت الأحد هجوماً على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة بعدما استعادت أكثر من 90 في المئة من محافظة درعا المحاذية.
وتُعد روسيا اللاعب الأبرز في اتفاقات الجنوب السوري، على غرار مناطق أخرى أبرزها حلب (شمال) والغوطة الشرقية قرب دمشق.
على جبهة أخرى في سوريا، استكمل فجر الجمعة إنهاء تنفيذ اتفاق لإجلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب المجاورة، وفق المرصد.
وبموجب اتفاق بين روسيا وتركيا الداعمة للمعارضة، تم إجلاء 6900 شخص من مدنيين ومقاتلين موالين للنظام على متن 120 حافلة من البلدتين.
رويترز