فيلادلفيا نيوز
علي الطراونة
مطعم انوار مكة في وسط العاصمة الاردنية عمان ليس مجرد مطعم يحاكي ذاكرة الزمان وحسب بل يتعداها الى ذكريات اعمق بكثير مما تراه عين او تستمع اليه اذن، فهو يحكي قصة الرفاق والازقة العتيقة ما بين قصر الحوريات وسيل عمان القديم وفرح المحبين وقصص العاشقين وطوابير من اصحاب الذوق الرفيع الذين يصطفون امام هذا المطعم العريق ليتذوقوا اشهى وارقى الماكولات على الاطلاق بايدي مهرة امتهنوا الصنعة منذ خمسينيات القرن الماضي ولازالوا يمارسون مهنة الآباء والاجداد بذات الطعم والنكهة وحسن المذاق ..
يقوم هذا المطعم على اساس فهم متطلبات الزبون وتقديم اشهى الماكولات ودون تغيير كبير في السعر نظرا لان الزبائن قد تعودوا على ذات السعر خاصة طلبة الجامعات الذين كانوا يتوافدون قبل مايزيد على ثلاثين عاما يصطفون على الدور لاخذ وجباتهم التي تشعرهم بانهم في بيوتهم نظرا لحميمية العلاقة مابين مالكي المطعم ابناء الهنيني وجميع الزبائن على الاطلاق، ما يساهم في بناء جو من الألفة والمحبة والتعلق بهم لأخلاقهم الرفيعة، بدءا من الجد المؤسس والوالد رحمهم الله وحتى الابناء الطيبين الذي لا زالوا على عهد الاباء والاجداد ..
في عام الف وتسعماية وثلاثة وخمسين حيث عمان القديمة بدأ الجد الموسس الهنيني بمطعم صغير في وسط البلد على منطقة السيل بطاولات محدودة بسيطة يقدم ما يقوم بطهيه الى المارة، ومن الطرائف ان عملية غسل الصحون كانت تتم في السيل المار في وسط عمان ليكون بذلك من المؤسسين لمطعم لا زال قائما حتى الآن ضمن تطور في الادراة وتقديم الخدمات الافضل للزبائن .
انوار مكة صورة راقية من صور عمان المحفورة في ذاكرة الاجيال، ومن أهم معالمها قبالة الساحة الهاشمية عند المدرج الروماني حيث أصالة المكان وتاريخ المدينة العابق بالورد والحب .
لانوار مكة فروع كثير إلا أن فرع وسط البلد لا زال يحتفظ بذات المذاق القديم ويلتقي فيه الاصحاب والذكريات ورغم ما اصاب المنطقة في المجمل من ركود بسبب نقل مجمع رغدان الى منطقة المحطة ومارافق ذلك من تاثر اقتصادي على غالبية المحلات التجارية الا ان انوار مكة يسطر حالة استثنائية فلا زال الذواقة يقطعون مسافات ربما من المحافظات الجنوبية والشمالية ليحضوا بطبق شهي يتذوقون معه طعم السنين الخوالي ..
انوار مكة مطعم نفاخر به لتاريخه واصالته ونوعية ما يقدم محليا وعربيا وعالميا …