فيلادلفيا نيوز
ادت المعارك الدائرة في درعا والمناطق المحيطة بها والتي اعلن عنها الجيش السوري امس انطلاقها رسميا الى سماع دويها وتأثيرها على اهالي المحافظات الشمالية القريبة من الحدود السورية.
وسمع الاهالي اصوات الانفجارات القوية واهتزاز المنازل في الشمال الاردني طوال ليلة امس الثلاثاء وفجر الاربعاء وهو ما عبر عنه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وشن الجيش السوري الثلاثاء هجوما استهدف الاحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا، موسعة بذلك نطاق عملياتها العسكرية المتواصلة منذ اسبوع في هذه المحافظة الجنوبية.
وتكتسب المنطقة الجنوبية من سوريا التي تضم الى درعا محافظتي القنيطرة والسويداء خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.
كما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء أن ‘الجيش العربي السوري يبدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا’، مشيرة إلى أن وحدات الجيش ‘تعمل على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية’.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن ‘الجيش ينفذ رمايات نارية مركزة على أوكار وتحصينات الارهابيين في درعا’.
وتسيطر الفصائل المعارضة بشكل رئيسي على القسم الجنوبي من المدينة، فيما تتواجد قوات النظام في شمالها.
ويتزامن القصف وفق المرصد السوري لحقوق الانسان مع ‘اشتباكات عنيفة تدور في جنوب شرق المدينة’ قرب الحدود مع الأردن.
ويأتي تصعيد الهجوم على مدينة درعا، بعد ساعات من تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش في ريف درعا الشرقي، لتتمكن بذلك من فصل مناطق سيطرة الفصائل الى قسمين شمالي وجنوبي، وفق المرصد.
وتسبب التصعيد الأخير بحركة نزوح واسعة في درعا، وفق مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم المكتب في دمشق ليندا توم لفرانس برس الثلاثاء ‘شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة’، مضيفة ‘لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا’.
وأشارت توم الى تقديرات بنزوح ’45 ألفاً وربما أكثر’.
وشاهد مراسل فرانس برس شاحنات وسيارات محملة بالمدنيين الفارين. وقد جلس بعضهم على متن شاحنات محملة بالحاجيات من حقائب وفرش وأغطية.
ويتوجه غالبية النازحين وفق توم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي اعلن قبل يومين عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.
وقال وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي في تغريدة عبر ‘تويتر’ الثلاثاء ان ‘حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم’ لافتا الى اتصالات تجريها بلاده ‘حول الجنوب السوري تستهدف حقن الدم السوري ودعم حل سياسي ومساعدة النازحين في الداخل السوري’.