الجمعة , سبتمبر 26 2025 | 11:32 م
الرئيسية / stop / انس القراله : الفن يحفظ قيم المجتمع وتاريخه وتراثه

انس القراله : الفن يحفظ قيم المجتمع وتاريخه وتراثه

فيلادلفيا نيوز

في مدينة العقبة، حيث البحر يلتقي بالجبال ورمال الصحراء، استطاع الفنان الشاب أنس القرالة أن ينقش صوته كواحد من الأصوات التي استطاعت أن تحفر حضورها بجهد شخصي وإيمان راسخ، ويثبت فنّه كناقل حقيقي لابداع رسالة الفن الاردني، وبتكريم ملكي مميز.

فمنذ سنوات، عرفه العقباويون عبر هدير صوته الإذاعي الفريد في إذاعة صوت العقبة، وألِف الاردنيون حضوره في الأعمال البدوية والاجتماعية التي حملت طابعا أصيلا من هوية الدراما المحلية.

واليوم ومع تسارع مواقع التواصل الاجتماعي، عاد القرالة ليؤكد أن الفن يمكن أن يتخذ أشكالا جديدة تتجاوز الشاشة التقليدية، من خلال إطلاقه برنامج “نخوة” في رمضان الماضي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بمبادرة فردية حملت طابعا مجتمعيا وإنسانيا، ويبحث رغم تحديات الفنان عن وجه أخرى رغم زوبعة الضغوطات التي تحيط بالفن المحلي بشكل عام.

اهم اعمالة الفنية ومشاركاتة الخارجية

شارك القراله في العديد من المسلسلات منها رعود المزن واكباد مهاجرة وذياب هباب الريح وبوابة القدس والدمعة الحمراء ومالك بن الريب وتحقيق امني وذباح غليص والخوابي والحنين الى الرمال والدوار العاشر وذهب أيلول وغيرها الكثير وعلى المستوى الخارجي شارك في المهرجان الدولي لمسرح الطفل في المملكة المغربية ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دولة الامارات ومهرجان جنوب سيناء في مسرحية زين المها ومهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك في فيلم خط التماس ويعتبر القراله ان انطلاقتة السينمائية كانت بفيلم لما شفتك الحاصل على 7 جوائز عالمية من اخراج آن ماري جاسر

 

 

 

“نخوة”: مبادرة ولدت من رحم القيم

البرنامج، الذي حمل عنوان “نخوة”، لم يكن إنتاجا ضخما ولا عملا تلفزيونيا مرعيًا من جهة رسمية، بل كان جهدا ذاتيا من القرالة وفريق صغير آمن بالفكرة،هدفه الأساسي ـ كما يوضح القرالة ـ هو إحياء قيم التكافل والمروءة والشهامة في المجتمع الأردني، وتسليط الضوء على قصص إنسانية تُعلي من شأن مساعدة الآخرين بلا مقابلأ، خلال شهر رمضان المبارك.

 

يقول القرالة في حديث للرأي: “أردت أن يكون “نخوة” أكثر من مجرد عرض قصصي، بل منصة رقمية حاضرة لإعادة التذكير بأن الشهامة ليست ماضٍ بعيد، بل هي واقع ما زال حاضرا في تفاصيل حياتنا. كان رمضان فرصة مثالية لإطلاق هذا العمل، لأنه شهر يعكس روح العطاء والتراحم”.

 

ورغم تواضع الإمكانات التقنية والإنتاجية، استطاع البرنامج أن يجد صدى واسعا على منصات التواصل، حيث تفاعل الجمهور معه من خلال التعليقات ومشاركة القصص، ما منح العمل حياة تتجاوز الشاشة الرقمية إلى المجتمع نفسه.

حضور متنوع وجوائز محفزة

“نخوة” لم يكن إلا حلقة في سلسلة طويلة من محطات القرالة الفنية، فالممثل والمذيع والمسرحي، الذي يقيم في العقبة ويعدّ العضو الوحيد من نقابة الفنانين الأردنيين هناك، سبق أن شارك في أعمال درامية وسينمائية ومسرحية بارزة. كما حصل على ميدالية اليوبيل الفضي من جلالة الملك عبدالله الثاني، وجائزة الموهبة في خدمة المجتمع من صندوق الملك عبدالله الثاني عام 2022، إضافة إلى جائزة مؤسسة الحسين للسرطان للإعلاميين عن أفضل تقرير إذاعي 2021، إلى جانب جوائز عربية في التمثيل والتعليق الصوتي

تحديات الفن الأردني.. بين الطموح والإمكانات

لكن خلف هذه النجاحات، لا يخفي القرالة حجم التحديات التي تواجه الفنان الأردني عامة، ومن يعيشون خارج العاصمة خاصة، وأبرز هذه التحديات، كما يشير، هو غياب نظام التفريغ الفني، الذي يتيح للفنانين التفرغ الكامل لمشاريعهم الإبداعية وقلة الإمكانيات والموارد المادية يؤثر على استمرارية عجلة الإنتاج الفني ناهيك عن متطلبات المعيشة وبالتالي لا يستطيع الفنان الاعتماد على فنه مؤكداً القراله بأنة لايعتبرالمسافة امامه عائقاً فهو في قمة سعادتة عندما يذهب للعاصمة الأردنية عمان للتصوير ويكون بشوق بعودتة الى مدينة البحر العقبة

يوضح “كثيرا ما أضطر لاستغلال إجازاتي السنوية لإنجاز الأعمال، وإذا تطلب العمل التزاما أطول أجد نفسي مضطرا للاعتذار، هذه المعضلة تجعل من الصعب تطوير أعمال متواصلة ومؤثر، لأن التفرغ في ظل الوضع الحالي لي كرب اسرة قبل كل شيء هي معضل قد تسبب فقدان أساسيات الحياة الفضلى لأسرتي”.

ويضيف أن ضعف الإنتاج الدرامي المحلي وقلة الدعم المؤسسي يشكّلان عائقين أساسيين أمام تطوير الدراما الأردنية، رغم أن المواهب موجودة والطاقات الشابة قادرة على المنافسة إذا أُتيح لها الدعم والفرص مطالباً الجهات الرسمية والقطاع الخاص بخطوة عملية فاعلة تعيد الالق للدراما الأردنية بأعتبار ان الدراما مرآة للمجتمع الأردني بكل تفاصيلة وما زاد تفاقم الازمة استقطاب بعض المحطات الى المؤثرين من مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من الفنانين مشيراً أن الحكومة عليها دعم شركات الإنتاج الفنية لان ميزانية التلفزيون الأردني ووزارة الثقافة ونقابة الفنانين محدودة مشدداً على ان الفن رسالة نبيلة ومهمة تساهم في تنمية المجتمع الأردني .

رؤية للمستقبل.. العقبة مركزا ثقافيا

ورغم هذه العقبات، لم يتوقف القرالة عن التفكير بالمستقبل، فهو يطمح إلى تأسيس فرقة مسرحية متخصصة في العقبة، تقدم عروضا ثقافية وفنية لزوار المدينة وسكانها، إلى جانب حلمه بإنشاء مركز ثقافي شامل بدعم من الجهات الرسمية والخاصة، يكون منارة للفنانين الشباب ومنصة لصناعة محتوى أردني أصيل ينافس إقليميا وعالميا، لتغدو العقبة ليس فقط مدينة السياحة والاستثمار بل منارة الثقافة والفنون.

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com