فيلادلفيا نيوز
امجد السنيد
كل شيء تمام تلك العبارة المستخدمة من قبل الساسة والمسؤولين والتي قضت مضاجع الاغلبية الصامتة في كل ظرف وحالة أردنية للتعبير على أن الوضع العام للدولة عال العال وعلى مايرام.
منذ انطلاقة الربيع العربي والكل يجمع بإستثناء الشعب أن ربيعنا أخضر وكل ما رافق هذه الحالة يصب في تقوية بنيان الدولة مقارنة بما كان يحدث في الجوار العربي على وجه الخصوص الإقليمي على وجه العموم .
اكتشفنا مؤخرا أن كل ما كان يجري هو ضحك على الذقون وإستثمار لمزيد من الوقت مما فاقم من الحالة وزاد الاحتقان الشعبي جراء زيادة ممارسات الفساد وتدهور البنية التحتية وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية والإجراءات المقدمة للمواطنين من كافة قطاعات الدولة حتى أن مسيرة الإصلاح كانت فقط استجابة لحالة معينة تنتهي بإنتهاء المشكلة أو تسكينها لفترة زمنية دون إستئصال المرض من جذوره أو على الأقل وصف العلاج المناسب .
والآنكى من ذلك تحول المسؤول إلى عقلية الإستنفاع قدر الممكن من الوظيفة وترتيب أمور العائلة والأقارب ومن تربطه معهم مصالح ستسمر بعد ترك المنصب العام ما أثر على سوية العلاقة مع المواطن وتكرس في ذهنية الشعب أنه موجود فقط للدفع والدفاع عن أصحاب السلطة بينما يختنق المواطن مرات ومرات من الممارسات الواضحة للعيان في استحواذ زمرة معينة لا تتجاوز الف شخص على مستوى ورقعة الوطن .
تجليات الأزمة بدت تظهر في حالة الانفصام الكلي بين متلقي الخدمة ومقدمها رغم السيل الهائل من التصريحات التي تتناقض مع ما هو مطبق على أرض الواقع والبون الشاسع في التراجع الملحوظ في الأداء وزيادة منسوب الجريمة وتفشي كل الآفات الاجتماعية ما يؤشر على ضعف الدولة في الإمساك بزمام الأمور حتى بات البعض يطلق عليها وصف الدولة المريضة .
ويكمن العجز في ضعف الحكومات المتعاقبة التي انتهجت خيار فرض الضرائب والاعتماد الكلي على جيب المواطن المتعثر وضعف انعكاس هذه الضرائب على تحسين مستوى الخدمات وحياة المواطن بل على النقيض التام زادت حالات الفقر والبطالة وزاد الدين العام وبقيت الحكومات تشكو من داء ووباء العجز المالي في الموازنة كل عام .