فيلادلفيا نيوز
بدأت حكومة النمسا المحافظة الجمعة حملة تستهدف “الاسلام السياسي”، من المفترض أن تؤدي الى طرد عشرات الأئمة واغلاق سبعة مساجد تموّلها تركيا.
وجاء الاعلان على لسان المستشار النمساوي سيباستيان كورتز بعد استياء وغضب أثارته إعادة تمثيل معركة رمزية في التاريخ العثماني من قبل أطفال ارتدوا زياً عسكريا، في أحد أبرز المساجد في فيينا التي تحصل على تمويل تركي.
وسارعت أنقرة الى الردّ، فعلّق ابراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على تويتر بالقول “إغلاق النمسا سبعة مساجد وطرد أئمة هو نتيجة الموجة الشعبوية والمعادية للاسلام والعنصرية والتمييزية في هذا البلد”.
وأضاف “موقف الحكومة النمساوية الايديولوجي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وسياسيات التماسك الاجتماعي وحقوق الأقليات وأخلاقيات التعايش”. وقال “يجب رفض بشدة تعميم القبول والاستخفاف بمعاداة الاسلام والعنصرية”.
وفي وقت سابق، قال كورتز في مؤتمر صحافي “لا مكان للمجتمعات الموازية والاسلام السياسي والتطرف في بلادنا”.
وأشار وزير الداخلية هربرت كيكل إلى أن بين من ستشملهم هذه التدابير نحو 60 إماماً. وأوضح أن عائلاتهم معنية أيضاً ما يعني في المحصلة أن 150 شخصا قد يفقدون حق الإقامة في النمسا.
وأضاف كيكل، العضو في حزب اليمين المتطرف العضو في الائتلاف الحكومي مع المحافظين، أن اجراءات الطرد بدأت بحق بعض الأئمة الممولين من تركيا.
وكانت صحيفة “فالتر” من اليسار الوسط نشرت في مطلع حزيران/يونيو صور إعادة تمثيل معركة غاليبولي من قبل اطفال في المسجد، ما أثار رد فعل قوياً في أوساط الطبقة السياسية في النمسا على مختلف انتماءاتها.
ويظهر في الصور صبيان في زي عسكري يؤدون التحية العسكرية وهم يقفون في طابور ويلوحون بأعلام تركية أمام حضور من الاطفال. وفي صورة ثانية يتمدد بعض الاطفال أرضا حيث يمثلون دور ضحايا المعركة وقد لفوا أجسامهم بالعلم التركي.
وصرّح كورتز أن “ما حصل في هذا المكان (…) لا مكان له في النمسا. الحكومة لن تسمح بذلك أبدا”، متوعداً بردّ فعل “قوي”.
ويدير المسجد المعني الاتحاد الاسلامي التركي في النمسا والمرتبط بشكل مباشر بالهيئة التركية للشؤون الدينية. واعتبر الاتحاد الاسلامي التركي اعادة تمثيل المعركة “أمراً مؤسفا للغاية” مشيرا في بيان إلى أنه “خاطب المسجد قبل اندلاع الجدل في وسائل الاعلام وطلب استقالة المسؤول”.
بدأت معركة الدردنيل في شباط/فبراير 1915 عند محاولة اسطول فرنسي بريطاني السيطرة على المضيق تمهيدا للسيطرة على اسطنبول عاصمة السلطنة العثمانية.
وبعد صد هجومهم في اذار/مارس، نفذ الحلفاء انزالا في 25 نيسان/ابريل في غاليبولي. لكنهم هزموا بعد حرب خنادق دامية استغرقت أشهر.
هُزمت السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتفككت. لكن معركة غاليبولي تحولت الى رمز للمقاومة التي أدت الى تأسيس الجمهورية التركية الحديثة في 1923.
يعيش حوالي 360 ألف شخص من أصول تركية في النمسا، بينهم 117 ألفا يحملون الجنسية التركية. وتوترت العلاقات بين فيينا وأنقرة بعد حملة القمع التي تلت محاولة الانقلاب ضد اردوغان في تموز/يوليو 2016.(أ ف ب)