فيلادلفيا نيوز
اجتمع جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأربعاء مع عدد من رؤساء الوزراء السابقين والشخصيات السياسية في لقاء تناول الشأن المحلي والقضايا الإقليمية والدولية، في إطار الاجتماعات المستمرة التي يعقدها جلالته مع كبار السياسيين والمسؤولين في الدولة.
وأكد جلالته خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية، أن ما يمر به الأردن من تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية تستوجب من الجميع الوقوف معا لمواجهتها.
وأشاد جلالته بدور ووعي المواطن الأمني، مشددا جلالته على تطوير إجراءاتنا الأمنية للتعامل بشكل أفضل مع أي تهديد لأمننا الداخلي.
وقال جلالته إن مؤسساتنا الأمنية تحقق نجاحات يومية لا نبرزها في الإعلام، مؤكدا أن التحديات على حدودنا الشمالية تتطلب جاهزية من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ولكننا لسنا قلقين حول قدرتنا على التعامل معها.
ولفت جلالته إلى تعزيز سيادة القانون والحفاظ على هيبته، مؤكدا التزام جميع المؤسسات المعنية واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتحقيق ذلك، واحترام المواطن للقانون وتعزيز النزاهة والكفاءة في الجهاز الأمني والجهاز القضائي.
وقال جلالته إننا ننتظر النتائج التي ستخلص إليها اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون.
وأكد جلالته تعزيز قدرات مؤسسات الدولة لتطوير أدائها على جميع المستويات، مشددا على تنفيذ برنامج حازم لمعالجة بعض ظواهر الفساد والترهل في بعض المؤسسات.
وقال جلالته إن التحدي الاقتصادي هو الأكبر، خصوصا فيما يتعلق بالتصدي لمشكلتي الفقر والبطالة، مشددا على دور القطاع الخاص في توفير فرص العمل والمساهمة في زيادة النمو الاقتصادي.
وأكد جلالته أهمية تضافر الجهود لتخفيف الأعباء عن المواطنين، ولاسيما الطبقتين الفقيرة والوسطى.
وعلى صعيد التحديات التي تمر بها المنطقة، أكد جلالته أن أولويتنا مصالحنا الوطنية.
وعن العلاقة مع الإدارة الأميركية الجديدة، لفت جلالته إلى أن هناك اتصالات مكثفة خلال الفترة المقبلة مع الإدارة والكونغرس الأميركي.
وأعرب جلالته عن تفاؤله بالبناء على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أننا على تواصل مستمر مع موسكو.
وفيما يتصل بالعملية السلمية، حذر جلالته من خطر اليأس من العملية السلمية وعدم وجود بدائل لحل الدولتين، مؤكدا جلالته أهمية القدس للمسلمين وانعكاسات ما يمس بالوضع الحالي على الأمن والسلام في المنطقة.
وبالنسبة للأوضاع في العراق، أكد جلالته أهمية تحقيق المصالحة في العراق، ومساعدته ودعمه خلال القمة العربية المقبلة.
وشدد جلالته على أنه لا يوجد لدينا أجندات في العراق سوى مصلحة شعبه واستقراره.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد جلالته أهمية تطور العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الفترة المقبلة لإيجاد حل للأزمة السورية.
وتناول جلالته، خلال اللقاء، تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد أن الأردن يعمل مع عدد من الأطراف لتحقيق الاستقرار في ليبيا، لافتا إلى أهمية ذلك لمكافحة الإرهاب ودعم الأمن في المنطقة.
وفيما يتعلق بالقمة العربية، أكد جلالة الملك أن قضايا المنطقة وفي مقدمتها القدس والقضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في العراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب، هي أبرز المحاور التي ستركز عليها هذه القمة.
وبخصوص جهود محاربة الإرهاب وعصاباته، شدد جلالته على أن الخوارج يشكلون الخطر الأكبر على المنطقة والعالم.
وضم اللقاء، رؤساء الوزراء السابقين عبدالكريم الكباريتي، والدكتور عبدالرؤوف الروابدة، والمهندس علي أبو الراغب، والدكتور عبداللطيف عربيات، وعبدالاله الخطيب، ونايف القاضي، والمهندس سعد هايل السرور، وبسام حدادين، وعبلة أبو علبة.
بدورهم، أعرب رؤساء الوزراء السابقون والشخصيات السياسية التي حضرت اللقاء عن تقديرهم لجهود جلالة الملك على الصعيدين الداخلي والخارجي، في تحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين وحرص جلالته على الحفاظ على أمن الأردن واستقراره، خصوصا في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات.
وأشاروا إلى الدور المهم لجلالته في دعم القضية الفلسطينية والجهود الهادفة إلى إيجاد حل عادل ودائم، مثمنين جهود جلالته في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
ولفتوا إلى أهمية الأوراق النقاشية التي نشرها جلالة الملك، وما احتوته من مضامين ورؤى لبناء الأردن وتحقيق مستقبل أفضل لأبنائه.
وأكدوا أن الورقة النقاشية السادسة لجلالته، أشرت إلى أهمية سيادة القانون في بناء الدولة المدنية، مشددين على ضرورة توسيع قاعدة انتشارها وتفعيل النقاش حول مضامينها.
ودعوا إلى ضرورة أن تنعكس المحاور التي تضمنتها الورقة النقاشية على أداء المؤسسات والنهوض بدورها على أكمل وجه.
وأعربوا عن تقديرهم واعتزازهم برؤى جلالة الملك الحكيمة لتعزيز سيادة القانون وتطوير القضاء، لافتين إلى أهمية تشكيل اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون.
وأشاروا إلى ضرورة توجيه الدعم لمختلف المؤسسات لتمكينها من تعزيز الثقافة الديمقراطية وبناء المواطنة الفاعلة.
وشددوا على أهمية تعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وتمتين الجبهة الداخلية، والتي من شأنها تفويت الفرصة على أعداء الوطن وكل تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن ومنجزاته.
وأشاروا إلى الدور المحوري لجلالة الملك في التنسيق والتشاور مع المجتمع الدولي، خصوصا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، حيال أزمات المنطقة وتبعاتها على الاقتصاد الوطني.
ولفتوا إلى أن التحدي الاقتصادي الذي يواجه المواطنين يتطلب جهودا مضاعفة للتخفيف من حدته وآثاره على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.
وأعربوا عن اعتزازهم وتقديرهم للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، في حماية حدود الوطن وأمنه واستقراره.
وأكدوا ضرورة مواصلة التصدي للفساد والترهل في بعض المؤسسات، لاستكمال مسيرة البناء والإصلاح التي يمضي بها الأردن.
كما أكدوا أهمية القطاع الخاص ودوره في تحقيق النمو الاقتصادي، داعين إلى توفير المزيد من الحوافز لضمان تقدمه ومساهمته في مسيرة الاقتصاد الوطني، ليتمكن من توفير فرص العمل.
وشددوا على أهمية أن يكون الخطاب الإعلامي الأردني واقعي وغير مشوش في إيصال الرسالة الإعلامية الوطنية، مشيرين إلى التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على المواطنين من خلال نقل المعلومات الخاطئة.
وبينوا أن الحوادث الإرهابية الأخيرة في الكرك لم تؤثر على الروح المعنوية لدى المواطنين، بل زادتهم تماسكا وصلابة، مؤكدين أن الأردنيين ملتفون حول جلالة الملك، وكلهم ثقة برؤيته وحكمته وشجاعته، في قيادة الأردن لتجاوز التحديات التي تواجهه.
وشددوا على الدور المحوري والمؤثر للأردن، بقيادة جلالة الملك، على الساحة الدولية ما جعل المملكة محط أنظار العالم كنموذج للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدوا أهمية استضافة الأردن للقمة العربية المقبلة، والتي تؤشر إلى المكانة التاريخية والمرموقة للمملكة وحرصها على تعزيز التعاون والتضامن العربي بما يخدم قضايا الأمة ومصالحها.
كما تطرقوا في حديثهم إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصا الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في العراق.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك.
–(بترا)