فيلادلفيا نيوز
زار جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، مصنع شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء في منطقة التجمعات الصناعية في سحاب، الذي يصدر منتجاته من النسيج والملابس إلى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
وتوفر الشركة جرش التي أنشئت عام 2000 وتضم ثلاثة مصانع، نحو 800 فرصة عمل للأردنيين من ضمنهم 50 فرصة لذوي الإعاقة.
وأعرب جلالته، خلال اجتماع مع رئيس مجلس الإدارة وعدد من كبار مسؤولي الشركة، عن اعتزازه بما حققته الشركة من إنجاز بإدراجها في بورصة ناسداك في مدينة نيويورك.
ومن المقرر أن يبدأ تداول أسهم شركة جرش في بورصة ناسداك يوم الجمعة المقبل، الموافق الرابع من أيار، لتصبح الشركة الأردنية والعربية الوحيدة المتداولة أسهمها في ناسداك.
وأكد جلالة الملك دعمه للشركات التي تقوم بتنفيذ المشاريع الاستثمارية في مختلف مناطق المملكة، وأهمية توفير البيئة الاستثمارية المناسبة لها لتمكينها من تجاوز أي تحد أو عقبات قد تواجهها، لافتا جلالته إلى أهمية ما تقوم به شركة جرش لتعزيز استفادة المجتمعات المحلية من هذه المشاريع، وبما ينعكس إيجابا على عملية التنمية الاقتصادية.
وهنأ جلالة الملك، خلال الزيارة، العمال بعيدهم الذي صادف أمس الثلاثاء، معربا عن اعتزازه وتقديره الكبيرين بجهودهم في بناء الوطن.
ولفت جلالته إلى أهمية أن تكون المرأة الأردنية عنصرا رئيسيا في عملية الإنتاج، وضرورة تمكينها وتعزيز دورها لزيادة مساهمتها في الاقتصاد الأردني.
وجال جلالته في مرافق المصنع، واطلع على خطة المصنع المستقبلية، التي تشمل إنشاء مصنع ألبسة جديد في منطقة الحسا يسهم في توفير نحو 500 فرصة عمل لفتيات ونساء المنطقة، بعد أن يخضعن للتدريب والتأهيل في مركز تدريب العاملين التابع له.
ويحتوي المصنع في منطقة الحسا على مرافق من ضمنها ملاعب رياضية وحضانة للأطفال، سيستفيد منها أبناء المجتمع المحلي.
كما استمع جلالة الملك إلى شرح قدمه رئيس مجلس إدارة الشركة تشوي لنغ هانغ، وعدد من مسؤولي الشركة عن سير العمل في عملية الإنتاج، حيث أشاروا إلى أن منتجات المصنع تتميز بجودة عالية، مكنتها من المنافسة عالميا.
وأكد رئيس مجلس الإدارة، بعد أن استعرض مراحل نمو الشركة وما حققته من نجاحات، أن إدراج الشركة في بورصة ناسداك يعد مثالا جيدا للاستثمار في العالم، ويفتح المجال أمام الشركات الأردنية للدخول إلى البورصات العالمية.
ولفت إلى أن إدراج الشركة في البورصة، إلى جانب ما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار وما يوفره الاقتصاد الأردني من ميزات تنافسية، شجع الشركة على المضي قدما في توسيع استثماراتها في المملكة، ما يسهم في زيادة توظيف المزيد من الأردنيين العاملين فيها.
وبين أن منتجات الشركة من الملابس والأزياء المصنعة في الأردن تحظى باهتمام المستهلكين في الأسواق الأمريكية والأوروبية، مشيرا إلى أن الشركة تعمل، وضمن إطار المسؤولية المجتمعية، على المساهمة في تنمية المجتمعات المحلية، من خلال برامج التدريب لغايات التشغيل.
وحضر الاجتماع مستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ووزير العمل، ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، والسفير الصيني في عمان.
وفي مقابلة صحفية، أشار رئيس مجلس إدارة شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء، تشوي لنغ هانغ، إلى التوسع في أعمال الشركة منذ تأسيسها في المملكة حيث نمت من مصنع بعدد موظفين 300 إلى شركة توظف حاليا حوالي 3000 عامل وعاملة من الأردنيين وغير الأردنيين.
وفيما يتعلق بطرح أسهم الشركة للتداول في بورصة ناسداك الأمريكية أكد أهمية هذه الخطوة في تمكين الشركة من زيادة مواردها المالية، والذي سيسهم في توسيع أعمالها واستثماراتها في الأردن، مشيرا إلى أن الشركة وضمن خططها التوسعية ستعمل على إنشاء مصانع في مناطق أخرى من المملكة وستكون البداية بإنشاء مصنع في منطقة الحسا يوفر 500 فرصة عمل.
بدوره، قال وزير العمل سمير مراد إن شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء تعد أهم الاستثمارات الصينية الناجحة في المملكة، وتوفر العديد من فرص العمل للأردنيين والأردنيات، مشيرا إلى أن وزارة العمل تولي قطاع صناعة الملابس اهتماما خاصا لما له من دور كبير في التشغيل.
ولفت إلى أن أعداد العمالة الأردنية في هذا القطاع يجب أن تكون ما بين 25 إلى 30 بالمائة من العمالة الإجمالية، مضيفا أن الوزارة تصر دائما على ضرورة وجود فروع إنتاجية للشركات العاملة في هذا القطاع، حيث أصبح هناك ما يقارب 20 فرعا إنتاجيا قائما، إضافة إلى 10 آخرين قيد التنفيذ.
وقال إن الوزارة تعمل بالتنسيق مع المستثمرين الأجانب ليصل عدد الفروع الإنتاجية خلال العام القادم إلى 54 فرعا، ما يوفر المزيد من فرص العمل للأردنيين والأردنيات في جميع محافظات المملكة.
وعن خطة الشركة لإنشاء فتح فرع إنتاجي جديد في منطقة الحسا، أشارت المديرة التنفيذية للشركة أوريانا العوايشة، إلى أن فكرة تأسيس “المصنع الجديد” برزت بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى هولندا، والتي رافقه فيها ممثلون عن قطاعات الألبسة والزراعة، حيث تم الاتفاق مع عدد من المستثمرين المهتمين بالصناعة الأردنية، لتزويدهم بمنتجات المصنع من الألبسة، مما دفع الشركة لإنشاء هذا المصنع لتلبية احتياجات الأسواق الأوروبية.
ولفتت إلى أن عدد الأيدي العاملة الأردنية في الشركة بلغ نحو 800 عامل وعاملة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع نهاية العام الحالي، مبينة أن الشركة أسست مراكز تدريبية لتأهيل العاملين وإكسابهم المهارات المختلفة.
وقالت إن المراكز التدريبية أهلت نحو 150 عاملا وعاملة خلال الشهرين الماضيين للعمل على خطوط الإنتاج، كما تأخذ الشركة على عاتقها دعم وتشجيع المتدربين على العمل من خلال تخصيص رواتب شهرية لهم في مرحلة التدريب.
كما لفتت العوايشة إلى وجود العديد من قصص النجاح لعاملين تدرجوا بالوظائف داخل المصنع حتى أصبحوا مشرفين وإداريين، مما يشكل حافزا لبقية العاملين.
ومن قصص نجاح العاملين في الشركة، عرض حسين الحواتمة قصته في العمل مع المصنع، حيث بدأ عاملاً بقسم تغليف الألبسة والأزياء، ومن ثم أخذ على عاتقه الاجتهاد والتميز ومواكبة التطورات المختلفة، لينتهي به المطاف بالعمل مديراً لقسم العلاقات العامة.
واستعرضت ياسمين المناصير تجربتها في المصنع كعاملة على أحد خطوط الإنتاج، لتتاح لها الفرصة فيما بعد بالتطور لتعمل مشرفة إنتاج، ومن ثم مديرة للإنتاج، مشيرة إلى أن ما حققته من إنجاز جاء نتيجة لمثابرتها وبيئة العمل المحفزة.