فيلادلفيا نيوز
– الملك يحظى باحترام الديمقراطيين والجمهوريين
– الأردن بوابة للحل في الشرق الأوسط
– نجاح الهدنة في سورية ضروري لإطلاق العملية السلمية
– تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات لمحاربة الإرهاب
واشنطن – واصل جلالة الملك عبدالله الثاني لقاءاته في العاصمة الأميركية واشنطن، الاربعاء، بعقد اجتماعين منفصلين مع قيادات مجلس النواب الأميركي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وجرى، خلال اللقاءين، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بعملية السلام والأزمة السورية، وجهود محاربة الإرهاب، فضلا عن بحث العلاقات بين البلدين.
وأبدت قيادات مجلس النواب وأعضاء اللجنة اهتماما كبيرا بموقف الأردن حيال عدد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية، وتثبيت وقف إطلاق النار ومحاربة الإرهاب.
كما ابدت اهتمامها بموقف الاردن حول ما قد يترتب من آثار على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وسبل إحداث تقدم في عملية السلام، إضافة إلى سبل تعزيز الدعم الأميركي للأردن وما يراه جلالة الملك من أولويات لابد من العمل بها في الفترة المقبلة لضمان استقرار المنطقة، وإيجاد حلول لعدد من النزاعات والأزمات فيها.
وعرض جلالة الملك، خلال اللقاءين، رؤيته حيال قضايا المنطقة وأزماتها، حيث شدد فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، على أهمية عدم اتخاذ سياسات تؤجج حالة الإحباط على الساحة الفلسطينية نتيجة توقف العملية السلمية.
وحول نقل السفارة الأميركية إلى القدس، أكد جلالته ضرورة تقييم العواقب وما قد يسببه ذلك من غضب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وما يشكله ذلك من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم.
وفيما يتعلق بتحدي الإرهاب، أكد جلالة الملك أنه لا يقتصر على المنطقة العربية، لافتا إلى أن هناك ترابطا كبيرا بين الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى على الساحة الدولية.
وقال جلالته إن التحدي يكمن في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات في محاربة الإرهاب، الذي لا يرتبط بجنسية محددة أو جهة خارجية، بل يأتي في كثير من الأحيان من الداخل، خصوصا اذا شعرت فئات أو أقليات بالعزلة والتهميش، مجددا جلالته التأكيد على أن المسلمين هم الضحية الأولى للإرهاب وما يقوم به الخوارج لا يمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال.
وشدد جلالته، خلال اللقاءين، على أن الإرهابيين لا يمثلون الإسلام ولا تعاليمه السمحة، مؤكدا ضرورة التعاون لحل مشاكل المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية لإحباط المخططات الإرهابية الساعية إلى تصدير حربها ضد البشرية، وإظهارها على أنها حرب بين المسلمين والغرب.
ودعا جلالة الملك إلى عدم اتخاذ أي إجراءات قد يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
وأكد جلالته، في هذا الإطار، أهمية دور التعليم في تمكين شعوب المنطقة من تحقيق مستقبل مزدهر لها.
وفي الشأن السوري، أشار جلالة الملك إلى أن نجاح وقف إطلاق النار في سورية ضروري لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وإطلاق العملية السلمية، ولذلك فإن الأردن يدعم الجهود المبذولة في لقاءات استانا ويرى أن الدور الروسي أساسي في ذلك، مؤكدا جلالته ضرورة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي لتحقيق تقدم في وقف إطلاق النار تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف.
وتم، خلال اللقاءين، استعراض ما يواجهه الأردن من تحديات نتيجة الأزمات الإقليمية واستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين في ضوء وضع اقتصادي صعب، وبرنامج مالي يتطلب المزيد من الدعم من المجتمع الدولي، حيث تم التطرق كذلك إلى تجديد مذكرة التفاهم للتعاون بين الولايات المتحدة والأردن، والتي تحدد المساعدات الأميركية على المدى المتوسط في المجالين الاقتصادي والعسكري.
بدورها، أكدت قيادات مجلس النواب الأميركي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن من الصعب تخيل وضع المنطقة دون دور الأردن المحوري، وقيادة جلالة الملك وما تقدمه من سياسات حكيمة تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وحضر اللقاءين وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إد رويس “أن رؤية جلالة الملك لمختلف القضايا مهمة جدا، ليس فقط بالنسبة لنا في الولايات المتحدة، بل أيضا بالنسبة لنا كأعضاء في الكونغرس، وذلك لارتباط جلالته بعلاقات مميزة مع العديد من دول العالم، وقدرته على تقديم نصائح تجاه الخطوات المطلوب اتخاذها لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، ونحن في الكونغرس نقدر عاليا رؤية ووجهة نظر جلالته حيال هذه القضايا”.
وردا على سؤال حول الأزمة السورية، قال “إن جلالة الملك قدم لنا ولسنوات عديدة، نصائح حول الخطوات الواجب اتخاذها حيال الأزمة، لكن المجتمع الدولي لم يتخذ هذه الخطوات، والآن يحاول جلالة الملك ثانية حشد الجهود الدولية لاتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين والخطوات اللازمة لدعم الاستقرار وتعزيز الفرص في المنطقة وحل الصراع”.
وأضاف، أن لدى جلالة الملك أفكارا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، “ولذلك فإن جلالة الملك منخرط، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حول العالم، لحشد جهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول للصراعات والنزاعات في الشرق الأوسط”.
وقالت رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلينا روس ليثينين، “إن جلالة الملك يمثل صوت المنطق، ونرحب بجلالته بشدة لفهمه العميق للمنطقة ومعرفته العميقة للتحديات الضاغطة التي يواجهها الأردن، ونشكر جلالته لما تقدمه المملكة للاجئين وخصوصا السوريين”، مؤكدة أهمية العلاقة التي تربط بين الأردن والولايات المتحدة لعقود طويلة.
وأكدت العضو الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، أليوت انجل، أن جلالة الملك يحظى باحترام كبير من قبل أعضاء لجنة الشؤون الخارجية، وأن هناك شعورا جيدا وإيجابيا بين الولايات المتحدة والأردن في أمور كثيرة، وهذا بسبب قيادة جلالته والاحترام الكبير الذي نكنه له”، واصفة جلالة الملك بأنه “رجل السلام”.
وقالت “عندما أشعر بالإحباط حيال ما يجري في الشرق الأوسط، ولكن ما أسمعه من جلالة الملك يشبه تنفس الهواء النقي، ويشعرني أن هناك قادة في الشرق الأوسط يتطلعون للأمام ويمكن أن يقودوا المنطقة إلى السلام”.
وأكدت أن الصداقة بين الولايات المتحدة والأردن راسخة، “ونحن في اللجنة نقدم دعما كبيرا للأردن، ونؤمن أن الأردن شريك في صنع السلام، ولجلالة الملك دور كبير في ذلك، وأصغي دوما لنصائحه ومشورته ونحترم ونقدر ما يقوله”.
وحول ما يواجهه الأردن من أعباء جراء مشكلة اللاجئين ودور الولايات المتحدة في المساعدة بهذا الصدد، قالت انجل “إن أبرز مظاهر الصراع مغادرة أعداد كبيرة من اللاجئين لبلدهم سورية، وكان الأردن المتضرر الأكبر من هذا الأمر على مختلف الصعد، لذا فإننا نثمن للأردن بقيادة جلالة الملك تحمله هذا العبء، والولايات المتحدة ساعدت وستستمر بمساعدة الأردن، الذي لا يجوز أن يترك وحيدا لتحمل أعباء وتبعات اللجوء السوري، فهذا لن يكون عادلا بحقه”.
وأضافت “لا يجوز معاقبة الأردن لأنه يقوم بدوره كجار طيب، وشريك فاعل، وكونه الطرف الذي يفهم حجم وأبعاد المشكلة، لذا لا بد من شكر الأردن الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري، والولايات المتحدة ستستمر في مساعدته في هذا الشأن”.
وقالت رئيسة اللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الدفاع في مجلس النواب الأميركي، كي جرينجر، “إن اللقاء مع جلالة الملك كان مهما، والعلاقات بين الأردن والولايات المتحدة ذات خصوصية عالية جدا، ورؤى وآراء جلالة الملك دائما تساعدنا وترشدنا في علاقاتنا بالشرق الاوسط، خصوصا في ظل المتغيرات العديدة في الإقليم”.
وأضافت، انه تم خلال الاجتماع مع جلالة الملك بحث مسألة أعداد اللاجئين الكبيرة التي يستضيفها الأردن، مؤكدة “أن الأردن يعد بالنسبة لنا حامي السلام في المنطقة، وعلاقتنا به وطيدة، ونكن احتراما كبيرا للمملكة”.
وقالت “جلالته لا يتحدث عن قضايا الأردن فقط، بل يدافع عن جميع قضايا المنطقة، ويسعى إلى إعادة الأمن والاستقرار لها”.
وأكدت أن دعم الولايات المتحدة للأردن مهم جدا، مشيرة إلى بحث مذكرة التفاهم التي ستتناول الدعم المالي المقدم للمملكة في العام المقبل، “فهذا الدعم ليس مهما للأردن فحسب بل هو مهم لنا كذلك، فالأردن لا يخدم قضاياه وحده، بل هو يخدم قضايا العالم أجمع وبالتأكيد قضايا المنطقة”. -(بترا)