فيلادلفيا نيوز
أشاد جلالة الملك عبد الله الثاني بقدرة مديرية مكافحة الإرهاب في دائرة المخابرات العامة من ربط الخيوط المبعثرة بعد حادثة الفحيص والوصول إلى الإرهابيين خلال مدة قياسية لم تتجاوز ست ساعات.
ونقل الكاتب في يومية الرأي رومان حداد الذي حضر لقاء جلالته بكتاب الاسبوع الماضي شكر الملك لهذه المديرية “لما تتمتع به من كفاءة عالية، وأداء مهني رفيع، وقال إن أصدقاءه في أوروبا قد استغربوا سرعة الوصول إلى الجناة الإرهابيين”.
وتالياً نص المقالة التي حملت عنوان “واثق الخطوة يمشي ملكاً”.
جاء لقاء جلالة الملك مع مجموعة من كتاب المقالات في الصحف اليومية ومدراء تحرير الأخبار في ثلاث قنوات فضائية مفعماً بالإشارات والدلالات.
فجلالته بحيويته الشبابية وابتسامته الهادئة دخل قاعة الاجتماع وسلم على الحضور، وبدا واضحاً لنا جميعاً أن جلالته قادم ليتكلم معنا من دون محددات أو قيود، وأنه يريد أن يسمع منا بكل انفتاح وحرية.
حديث جلالة الملك بدأ من دم الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للوطن، وقص علينا بالتفاصيل كيف استطاعت مديرية مكافحة الإرهاب في دائرة المخابرات العامة من ربط الخيوط المبعثرة بعد حادثة الفحيص والوصول إلى الإرهابيين خلال مدة قياسية لم تتجاوز ست ساعات، وشكر جلالته هذه المديرية لما تتمتع به من كفاءة عالية، وأداء مهني رفيع، وقال إن أصدقاءه في أوروبا قد استغربوا سرعة الوصول إلى الجناة الإرهابيين.
وإذا كان جلالته مطمئنا على الأردن من تهديدات الداخل بسبب كفاءة الأجهزة الأمنية وقدرتها على العمل بتنسيق عالٍ، فإنه في ذات الوقت يدرك ما يشكله الفشل في حل القضية الفلسطينية من تهديد كبير على المنطقة ككل وعلى الأردن خاصة.
وشرح جلالة الملك نقاط قوة الموقف الأردني من القضية الفلسطينية، ومما يُسمى بـ(صفقة القرن)، فجلالته يدرك أن قلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من الإدارة الأميركية يعرفون ما يدور في خلد جاريد كوشنر حول حله المقترح للقضية الفلسطينية، وهو ما دفع جلالته لتنبيه الرئيس الأميركي من السير قدماً بـ(صفقة القرن)، وخطورة عدم التقيد بحل الدولتين، وهو الرأي، الذي يبدو، أنه أجل الإعلان عن صفقة القرن، وليس بحسب ما أعلن من أسباب كالانتخابات الأميركية النصفية، وإمكانية حدوث انتخابات مبكرة في إسرائيل، وهناك إشارات إلى أن إعادة نظر شاملة ستتعرض لها (صفقة القرن) قبل عرضها على جميع الأطراف، بما فيها الأردن، والذي لن يكون هناك استدامة لأي حل للقضية الفلسطينية من دون موافقته.
الأردن يملك شبكة علاقات قوية ومؤثرة على المستوى الإقليمي، وهناك العديد من الملفات التي يتم العمل عليها بهدوء ومن دون ضجيج وصخب إعلامي، فالأردن لا يهدف إلى إبراز (عضلاته) السياسية، ولكنه يهدف القيام بدوره وتحقيق النتائج على الأرض ليبقى الأكثر موثوقية لدى حلفائه الدوليين، وهو ما يحدث فعلاً.
ساعة ونصف الساعة تقريباً بحضرة جلالة الملك عبداالله الثاني كانت كافية كي تعطيناً رؤية أعمق لما يدور حولنا وكيف يتعامل الأردن مع التحديات، ولندرك حجم الرهان على دور الإعلام الرصين صاحب الرسالة في فتح باب النقاش المجتمعي حول العديد من القضايا، ولنكون على يقين أن الشائعات لا تثير إلا الضحك عند جلالة الملك الذي يستغرب سرعة انتقال وتصديق الشائعة دون التدقيق بمصدرها وبمصداقية مضمونها.
استطاع جلالة الملك خلال اللقاء أن يضيء على مجموعة من الحقائق قد تكون غائبة عنا، وأن يعيننا على فهم كيفية إدارة الأمور أردنياً في محيط مضطرب، وكيف استطاع الأردن أن يطور مقارباته في القضايا الإقليمية للحفاظ على مصالحه العليا دون الإضرار بتحالفاته، وكيف استطاع أن يبني مصداقية عند مختلف أطراف الصراع في المنطقة.
عبداالله الثاني ببساطة تعامله وصدقه وعفويته كان قادراً أن يجعلنا نؤمن أن الأردن أقدر وأن المستقبل أفضل، إذا ما أحببنا وطننا وعملنا من أجله، وأسكتنا صوت الشائعات والأكاذيب.