فيلادلفيا نيوز
بعد إصرار الأردن على إدامة عمل مستشفاه الميداني في غزة من خلال الإنزالات الجوية للمواد الطبية والمواد اللازمة لإدامة عمل المستشفى بإصرار وعزيمة دعما لصمود الغزيين، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى الاعتداء على المستشفى أمس بهدف دفع الأردن لوقف خدماته الصحية المقدمة للأشقاء في غزة.
المستشفى الميداني الأردني باق شوكة في وجه المحتل رغم الدم الذي أساله، وهذه ليست المرة الأولى التي يروي دم نشامى القوات المسلحة الأردنيين تراب فلسطين.
الاستهداف الذي وقع أمس لمحيط المستشفى الميداني الأردني، وأصيب فيه 7 من كوادر المستشفى، يأتي ضمن سلسلة محاولات إنهاء مرتكزات الحياة في غزة وإجهاض صمود الغزيين بوجه آلة القتل الصهيونية.
قصف المستشفى جاء بعد ساعات فقط فصلتنا عن إشاعات استخدام المستشفى الميداني الأردني كمركز تجسس على المقاومة، ما يدحض هذه الافتراءات ويؤكد أن الميداني الأردني يقع ضمن أهداف المحتل الصهيوني الذي ضرب قبله مستشفيات المعمداني والرنتيسي ومجمع الشفاء الطبي.
الاعتداء السافر على كوادر المستشفى أمس يؤكد بلا أدنى شك أن “الميداني الأردني” يشكل أحد عوامل الصمود للأشقاء في غزة لما يقدمه من علاج وإسعافات للمصابين جراء العدوان الوحشي الذي تستمر بتنفيذه قوات جيش الاحتلال.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أمس أن المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة باق، وسيستمر بعمله وتقديم كل ما يستطيعه لأهلنا في غزة بناء على توجيهات مباشرة وواضحة من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال الصفدي إن هذه ليست المرة الأولى التي يروي دم نشامى القوات المسلحة الأردنيين تراب فلسطين وثرى فلسطين.
وأشار إلى أن الأردن قدم شهداء من أجل فلسطين في الماضي، مضيفا “ها هو الدم الأردني أيضا يروي ثرى غزة في هذه المرحلة، هذا لن يثنينا عن الاستمرار في تقديم كل ما نستطيعه لأهلنا في غزة، والمستشفى كما قلت مستمر في تقديم خدماته”.
وبين الصفدي أن الاحتلال الاسرائيلي لن يستطيع الادعاء بوجود أنفاق تحت المستشفى.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير الدكتور سفيان القضاة إن الأردن يدين بأشد العبارات القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة الذي أدى إلى إصابة سبعة من كوادر المستشفى خلال محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين كانوا أصيبوا خلال قصف إسرائيلي، ونقلهم مواطنون فلسطينيون إلى قسم الطوارئ.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة إن تعريض إسرائيل المستشفى وطواقمه للخطر خلالها قصفها الأشقاء الفلسطينيين جريمة مرفوضة ومدانة وتمثل خرقا واضحا للقانون الدولي.
وقال إن الحكومة الأردنية تحمل قوات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تعريض حياة الطواقم الطبية الأردنية للخطر.
وقال القضاة إن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق الذي بدأته القوات المسلحة-الجيش العربي لاتخاذ الخطوات القانونية والسياسية اللازمة ضد هذه الجريمة النكراء.
ودان القضاة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة وضد جميع المستشفيات الفلسطينية، ما يمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وأكد ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا واضحا وصريحا يدين جرائم الحرب الإسرائيلية ويوقفها.
وشدد الناطق الرسمي على ضرورة امتثال إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، لا سيما القانون الدولي الإنساني، وبشكل خاص الامتناع عن مهاجمة المستشفيات كأماكن محمية وعدم اتخاذ أي إجراءات تحول أو تعرقل قيام الكوادر الطبية من القيام بمهامها.
بدوره، أكد مجلس النواب، أن قيام قوات الكيان الغاصب بعمليات قرب المستشفى الميداني الأردني، لن تثني نشامى وكوادر المستشفى عن استمرار عملهم في واجب الضمير تجاه الأشقاء في قطاع غزة.
وحمّل المجلس في بيان صادر عنه مساء أمس الكيان المحتل مسؤولية وسلامة المستشفى وكوادره، مشددا على أن استهداف المستشفيات ما هو إلا واحدة من جرائم المحتل والتي تستوجب التحقيق الفوري لوضع حد لهذه الوحشية التي تبرهن يوما بعد يوم إرهاب دولة الاحتلال ونهجها المتطرف والتي لا تؤمن إلا بلغة الدم والدمار.
وطالب مجلس النواب الحكومة باتخاذ الخطوات والإجراءات القانونية والسياسية اللازمة بوجه هذه الانتهاكات الخطيرة، بعد أن يفرغ نشامى قواتنا المسلحة من إجراء التحقيقات حيال ما حصل بمحيط المستشفى.
وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أعلن أن سبعة من كوادر المستشفى الميداني الأردني في غزة جرحوا على مدخل قسم الطوارئ في المستشفى.
وقال الناطق الرسمي إن إصابات أعضاء الطاقم بين طفيفة ومستقرة، وقدم زملاؤهم العناية اللازمة لهم ولعدد من الأشقاء الفلسطينيين.
إلى ذلك، دانت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، قيام قوات الاحتلال بقصف محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة، والذي أدى لوقوع إصابات بين المدنيين والأطقم الطبية، وبما يضيف لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المخالفة لكافة قواعد القانون الدولي.
واعتبرت قصف إسرائيل لمحيط المستشفى الميداني الأردني، واستهداف واقتحام المستشفيات الأخرى في القطاع وغيرها من المنشآت المدنية، انتهاكاً سافراً لأحكام القانون الدولي الإنساني، مطالبة الأطراف الدولية بضرورة الاضطلاع بدورها في المطالبة بوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، وضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ومنها الامتناع عن مهاجمة المستشفيات أو عرقلة الكوادر الطبية عن أداء مهامها.
بدورها دانت دولة قطر بأشد العبارات القصف الإسرائيلي لمحيط المستشفى الميداني الأردني، معتبرة أن هذه الجريمة تمثل حلقة جديدة في سلسلة استهداف المستشفيات والأعيان المدنية.
وعبرت عن تضامنها مع الأردن في كل ما يتخذه من إجراءات سياسية وقانونية للتعامل مع هذه الجريمة الوحشية.
كما دانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة بشدة قصف المستشفى الميداني الأردني، ما عرض حياة العديد من المرضى ومرافقيهم للخطر.
ودعت المجتمع الدولي والمنظمات القانونية بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على قطاع غزة.