فيلادلفيا نيوز
علي الطراونة
اثناء دراستي في الجامعة الاردنية نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم كان هناك امراة متسولة تجلس بمحاذاة القباب امام بوابة الجامعة الرئيسية وكانت تطلب ماتجود به النفس من الطلبة العابرين لبوابة الجامعة يوميا في الذهاب والاياب وكانت تركز على الطلبة “العاشقين ” الملتزمين بعلاقات حميمية مع بعضهم البعض وتبتهل وتدعوا الله ان يوفقهم ويحصل كل منهم على الاخر وكان الله في الغالب لا يحقق لها دعائها ودليل ذلك ان كل هذه العلاقات تفشل في الغالب وتموت بين اسوار الجامعة حينما تنتهي احلام العاشقين !!
بعد اعوام من فراقي للجامعة واثناء عملي في الاذاعة كنت والصديق المذيع مروان المجالي نرغب في اسئجار شقة مفروشة في منطقة خلدا وبالتالي علينا لقاء صاحب الشقة لاتمام العقد فاذا بها ذات المراة المتسولة على بوابة الجامعة والتي تذكرتها وتذكرتني جيدا !! وبالفعل اسئجرنا الشقة لاربعة شهور !!
مادفعني للكتابة عن هذه المراة ما اشاهده من ظواهر على اشارة طبربور الرئيسية فوجوه المتسولين ذاتها لا تتغير لدرجة ان المسالة اصبحت مهنة و”تكنيك ” وتنظيم ومؤسسية ربما يدخل فيها نظام السمسرة وخلو الرجل كما يسموه واماكن تباع وتشترى والضحية بالطبع قلوب النساء الرقيقة وبعض الرجال الذين يتعاطفون مع هؤلاء وهم يقدمون نموذجا سيئا عن بلدنا !!
انا مع ان يكون المجتمع متعاضدا مع بعضه البعض ولكن ليس بهذه الصورة الاستثمارية البحتة والمسفة خاصة ان هناك كثيرون في وطني تحسبهم اغنياء من كثرة التعفف وهم بحاجة ماسة لكل مايهدر على مستثمري الاشارات الضوئية واللصوص !!