فيلادلفيا نيوز
نشرت جريدة “زمان الوصل” قائمة بأسماء نحو 9 آلاف أردني مطلوبين لمخابرات سورية ، وشملت القائمة أسماء شخصيات أردنية عامة، ونشطاء في الشارع الأردني، وشخصيات بارزة “لم تعد على قيد الحياة”، وأسماء نساء وأطفال.
ووفقًا لزمان الوصل تضمنت القائمة اسم رئيس مجلس النواب الأسبق “عبداللطيف عربيات”، ورئيس حزب جبهة العمل الإسلامي “مراد العضايلة”، ورئيس بلدية الزرقاء “علي أبو السكر”، والإعلامي الأردني “ياسر أبو هلالة”، والإعلام الأردني ومدير فضائية اليرموك “خضر المشايخ”.
كما شملت القائمة اسم نقيب المحامين الأردنيين الأسبق والنائب الحالي صالح العرموطي، ورئيس حزب جبهة العمل الإسلامي الأسبق والنائب السابق “حمزة منصور”، والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين “همام سعيد”.
وضمّت القائمة أسماء شخصيات أردنية “لم تعد على قيد الحياة”، منها القيادي في الحركة الإسلامية والوزير الأسبق للتربية والتعليم الدكتور “إسحاق فرحان”، والداعية الإسلامي الأردني وأحد قياديي جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وعضو مجلس نواب أسبق “عبدالمنعم أبو زنط”، رحمهما الله.
وشملت القائمة أيضًا من مواليده تعود للعقد الأول من القرن الماضي، وفيها من عمره 4 سنوات.
ويتربص نظام بشار الأسد بـ8845 مذكرة صادرة عن مخابراته، بالأردنيين القادمين أو العابرين من سوريا، ليجرهم إلى فروعه ويودعهم معتقلاته، بدعاوى وتهم “جاهزة”، يكشف عنها جزء من أرشيفه الأمني الضخم، الذي يضم قرابة 1.7 مليون مذكرة أمنية، حسب “زمان الوصل”.
ومن حيث العدد الإجمالي من الأسماء المذكورة في المذكرات المنشورة في “زمان الوصل”؛ منح الأردنيون مرتبة “متقدمة جدا” بين شعوب الكثير من الدول التي استهدفتها مذكرات الأسد، حيث يحتلون المرتبة الخامسة عربيا وعالميا، ولا يتقدمهم سوى العراقيون واللبنانيون والفلسطينيون والمصريون.
أما عند الحديث عن عدد المذكرات الصادرة عن مخابرات الأسد بحق موطني أي دولة مقارنة بعدد سكانها، فإن الأردنيين يحتلون المرتبة الرابعة عالميا وعربيا، وهذا مؤشر واضح على الطبيعة الأخطبوطية لنظام يريد أن يكتم أنفاس من يعيشون في جواره، وليس أولئك القابعين تحت حكمه فقط.
وأكدت “زمان الوصل” على الرغم من أنها حذرت مرارا وتكرارا، بطرق مباشرة وغير مباشرة، من تبعات المذكرات الأمنية الأسدية على شعوب العالم والمنطقة، لاسيما جوار سوريا، فإن هذه التحذيرات لم تجد طريقها للناس، ربما لأن معظم المنافذ البرية والجوية إلى مناطق سيطرة النظام كانت مغلقة أو خارجة سيطرته.
وأخلت “زمان الوصل” مسؤوليتها أمام أي أردني لم يجد اسمه في القوائم فبادر بالدخول إلى سوريا ثم اعتقله النظام.
فعلى سبيل المثال، تضم لوائح الأردنيين المطلوبين لمخابرات النظام عددا غير قليل من مواليد الثلاثينات (1930) والعشرينات (1920)، بل وحتى ما دون ذلك (1910، 1911، 1912، 1913، 1914…).
وقد سُطرت النسبة الكبرى من المذكرات في عهد الأسدين (حافظ وبشار)، حتى إن صاحب أقدم مواليد (1910) في هذه اللوائح يعود تاريخ المذكرة الصادرة بحقه إلى عام 1972 (عهد حافظ الأسد)، أي عندما كان هذا الأردني بعمر 61 سنة.
وفي المقلب الآخر، تضم لوائح المطلوبين أناسا ما زالوا أحداثا أو أطفالا بتاريخ اليوم، ومنهم مثلا:
حدث من مواليد 2003 (عمره الآن 15 سنة)، وعندما تم تسطير المذكرة بحقه كان عمره 7 سنوات.
حدثان من مواليد 2004، أحدهم كان عمره 4 سنوات عند تسطير المذكرة بحقه عام 2008، والثاني 7 سنوات (مذكرته سطرت في 2011).
حدث من مواليد 2006، كان عمره 4 سنوات يوم سطرت مخابرات الأسد بحقه مذكرة.
حدث من مواليد 2002، وقت تسطير المذكرة باسمه عام 2011، كان عمره 9 سنوات.
فتاة هي اليوم في سن 17، وكانت يوم تسطير المذكرة بحقها في عمر 12 سنة.
أما الأشخاص الذين هم اليوم أكبر من سن 18، لكنهم كانوا يوم تسطير مذكراتهم تحت سن الـ18 (سن الرشد القانوني).. فهؤلاء منتشرون في طول اللوائح وعرضها.
وبخصوص استهداف الأردنيين بجميع فئاتهم، فإن لوائح مخابرات الأسد تكشف عن مطلوبين من المسلمين والمسيحيين، كما تكشف عن مطلوبين أردنيين لكنهم يحملون جنسيات أخرى، مثل: الأمريكية، الألمانية، السعودية، الألبانية، الدنماركية، الكندية…
ومن الأشياء المثيرة للانتباه، تلك الحواشي التي دونتها مخابرات النظام على مذكراتها، من قبيل: نقيب في الجيش الأردني، تعمل فنانة في الإمارات شقيقة متزعم مجموعة إرهابية، يمنع من المرور بسوريا، سوقه (أو سوقهم) إلى الفرع (215، البادية…)، بموجب كتاب من حافظ مخلوف (ابن خال بشار وأحد أكثر ضباط مخابراته وحشية).
وكل هذه الأمثلة المذكورة أعلاه تحمل مؤشرات خطيرة، تدلل بلا شك على الهوية الحقيقية لمخابرات الأسد، وطبيعتها التغولية التي لم تتورع عن وضع أي أردني في مرمى استهدافها، مهما كان سنه أو جنسه أو موقعه، ولكن المؤشر الأخطر ليس فقط فيما تظهره هذه اللوائح المنشورة، بل هو في غيرها من اللوائح شديدة السرية التي لا يمكن سوى لقلة قليلة الاطلاع عليها، والتي يرجح أن تضم أعدادا إضافية من الأردنيين المستهدفين.
وبينت “زمان الوصل” أنه مما يعزز هذا الاحتمال ويرجحه، أن الجريدة أجرت جميع أنواع البحث والمسح اللازمة ضمن الأرشيف المخابراتي الذي في حوزتها، فلم تجد إطلاقا أي اسم للشاب الأردني ” يعقوب يوسف العقرباوي”، الذي اعتقله النظام قبل أيام لدى دخوله سوريا بطريقة نظامية عبر منفذ “نصيب” واقتاده أمام عيني أمه إلى مكان مجهول.
تصفح أسماء الأردنيين المستهدفين من قبل نظام الأسد (اضغط هنا).