الإثنين , مارس 10 2025 | 3:38 م
الرئيسية / stop / المحامي معن عبد اللطيف العواملة يكتب : مرحلة جديدة من الثورة الفلسطينية

المحامي معن عبد اللطيف العواملة يكتب : مرحلة جديدة من الثورة الفلسطينية

فيلادلفيا نيوز
مرت القضية الفلسطينية بحقبات كثيرة تعددت فيها اشكال النضال و الصمود من مقاومات مسلحة و انتفاضات و مفاوضات، الى انقسامات و معاهدات تراوح مكانها. و قد بدأت هذه الحقبات قبل اعلان تأسيس اسرائيل مرورا بثورة عام 1936 الخالدة و ما تلاها من ويلات و تراجعات، تخللتها لحظات قوة، و اخرى ذات تباين و تشتت، الى ان وصلنا الى زلزال عملية طوفان الاقصى و حرب الاسناد و اللتان قدمت فيهما غزة و لبنان اكبر التضحيات.
و في جميع الحالات، فان الشعب الفلسطيني لا زال حيا مرفوع الرأس مع كل ما جرى من مجازر و من تشريد. الشعب الفلسطيني بضميره الموحد و ذكاءه الجمعي يدرك تماما اننا نعيش لحظة فاصلة و مؤسسة لما هو اكبر. فبعد انتفاضة الاقصى الاخيرة و قبيل عملية طوفان الاقصى، كانت الحالة الفلسطينية تعيش غليانا هادئا، فلا تطورات تذكر من خلال الدبلوماسية، و لا مواقف دولية حقيقية او حتى لافته. و صاحب ذلك تراجع عربي كبير نتيجة لاحداث 2011 و تردداتها العنيفة. و على الرغم من تواضع التوقعات من الانتخابات الفلسطينية، فان الغاؤها اكد ان العمل السياسي الفلسطيني الداخلي كان في الثلاجة على احسن تقدير، و تسلل الاحباط الى قلوب الناس و خصوصا مع ما صاحب الحالة العربية من تراجع كبير خلال الاحداث المأساوية في سوريا و ليبيا و غيرها من البؤر الساخنة.
تحاول اسرائيل اليوم ان تترجم ما حصل في الحرب الاخيرة سياسيا و دبلوماسيا و عسكريا من اجل اتمام مشاريع التهجير و التوسع، و نرى ذلك جليا اليوم في غزة و الضفة و لبنان و سوريا. و جاءت افكار الرئيس الاميريكي لتعطيها الدعم و هامش كبير من المناورة. فلنكن صريحين مع انفسنا، ان مرحلة ما بعد حرب غزة الاخيرة، ليست كما قبلها. ان قواعد التعامل مع القضية الفلسطينية قد تغيرت و توسعت بشكل قد تخرج فيه عن السيطرة من قبل اي طرف. من جانب مهم، و هو ليس الوحيد، فان مجموعة اوسلوا تقاعدت و من بقي منهم يتجه نحو التقاعد. ان الفلسطيني الذي ولد في عام توقيع اتفاق اوسلو قد تجاوز اليوم الثلاثة و ثلاثين عاما. جيل ما بعد اوسلوا استلم و يستلم زمام الامور في الشارع الفلسطيني و في الفصائل بما فيها فتح و حماس. و لا بد هنا من الاشادة بما صرح به الرئيس الفلسطيني في مؤتمر القمة الاخير عن المصالحة داخل فتح لعلها تمتد الى المصالحة الفلسطينية الشاملة.
برغم كل الجراح و الالم فان التغيير قادم و سيقوده جيل الشباب. لقد تم تقويض المؤسسات الفلسطينية على اختلافها و بعدة وسائل. حان الوقت للوحدة الفلسطينية الحقيقية، فهى الضامن الاساسي للوصول الى الحقوق. الدعم العربي للحق الفلسطينيي يصبح ذا فعالية في جو من الوحدة، و يكون عقيما في ظل اجواء التشتت. من رحم المعاناة تولد اهم انواع المقاومة الا و هي الوحدة، و الشعب الفلسطيني كله قادة، و رهاننا عليهم اليوم هو في الوحدة. و بالوحدة تتجدد رؤية الشعب الذي لا يهزم و الجبل الذي لا تهزه الريح.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com