فيلادلفيا نيوز
لفت انتباهي مشهدين ، الاول : عامل وطن من جنسيه عربيه يجلس بجانب أحد المخابز بعمان ويطعم بيده ما اشتراه لمجموعه من القطط التي التفت حوله في مشهدٍ يجعلك تقدر إنسانيته ورقيه ،وبأنه صاحب مروءه ونفس قادره على العطاء رغم ظروفه الصعبه وفقره .
اما الثاني فهو مشهد لأبٍ بلغ من العمر عتيا إضطر الى رفع دعوى امام احدى محاكم عمان في مواجهة احد ابناءه ليحصل على نفقه يستطيع أن يسد بها رمقه بعد أن أصبح عاجزاً عن الكسب ، في مشهد انكسار وذل عاشه الاب امام إبنه ، ، ومما اثر في النفس أن الابن بدأ في تصفية حساباته مع والده عندما بدأ يسرد الماضي وذكرياته مع والده في عبارات قاسيه مجرده من الادب واللطف مع انسان كان سببا في وجوده بهذه الحياة.
تيقنت أن السلوك نابع من نفس الانسان ومن تفكير ه الذي يشكل ثقافته و يحملها في نفسه عبر مسيرة حياته، وهو تلقائي ومستقر ، ،و قد يكون للبيئه اثر في تشكيله ، ولكن الأثر الكبير هو ذات الإنسان، ورغباته ، وقناعاته ،واخلاقه .
وهناك فرق بين منظومة الاخلاق والقيم وبين الدرجه العلميه في السلوك والتصرف ، ولربما كنا امام شخص قد احتصل على درجه رفيعه من العلم والمركز الوظيفي ، ولكنه أمي في العطاء والإنسانية والخير .
وهذا ما يفسر لنا بعض من اسباب انحطاط منظومة القيم مقارنة بالعقود الماضيه رغم كثرة الجامعات والمدارس في الوقت الحالي عما كانت عليه من قبل .
العامل الإنسان الذي كان يقدم ما تجود به نفسه رغم فقره وحاجته لهذه الحيوانات التي لم تقدم له شيئا، كان يشعر بالسعادة ، لانه أيقن أن بالعطاء يحيا الإنسان، وليس بالأنانية والحقد والإساءة للآخرين فانسجم مع ذاته وسما بنفسه وأخلاقه.
بينما لم يشعر بهذه السعادة الابن العاق والذي بقي مسكوناً في حقده ،مأسورا بأنانيته ، رغم أن والده أفنى سنين عمره وهو يعطي، إلا أنه قابل كل صور الاحسان بالاساءه ،و كان عاجزا عن تجاوز الماضي ،واثبت فشله في استثمار هذا الوقت الذي لا زال فيه والده على قيد الحياة.
ولكن كما قيل عرفان الجميل شيمة النفوس النبيله ، والقلوب الصافيه ، والعقول الواعيه .