فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
عندما أراد الفاروق عمر بن الخطاب اختيار التقويم التاريخي لأمة محمد عليه السلام .
لم يختار يوم اللقاء بين رسول السماء والأرض رغم انه كان يوم اعلان بدء اعظم رسالة للانسانيه جمعاء رسالة الحق والعدل والاخلاق وبداية نزول اعظم كتاب يُتلى الى يوم الدين القرآن العظيم لما يختاره على أهميته الكبيره.
ولم يختار يوم وفاته رغم ان بوفاة النبي عليه السلام كانت مصيبة على الامه لا يعادلها مصيبة في تاريخها وحاضرها وحتى مستقبل أيامها .
ولم يختار ايضاً لتقويم تاريخ الامه يوم ميلاده عليه السلام رغم ان بميلاده اشرق نورٌ ملأ الارض ضياءً ،وأملاً، ورجاءً ، حيث ميلاده هو ميلاد امةٍ اصبح لها عنوان ،وهويه، وحضور على خريطة العالم بعد ان كان حالها كحال يومنا هذا في ذيل الأمم ، متشرذمه ضعيفه ، منقسمه على نفسها متخلفه عن قطار الحضارة والامم.
الا انه اختار الخليفة العادل يوم الهجرة لتقويم تاريخ الامه بعبقرية فذه ، ونظرة عميقه ، وبعد نظر ، هجرة النبي من مكة الى المدينه من بيئة الظلم والقهر والتعدي الى بيئة العدل والحريه والمساواة واحترام الانسان .
وكأنه أراد ان يؤرخ للامه معاني الإصرار والتحدي وعدم الاستكانه والخضوع مهما كانت قسوة الظروف وشراسة العدو ، معاني الامل وبداية البناء ، لذة انطلاق فحر جديد واستنشاق نسائم الحريه والكرامه ، والاعتزاز بالذات وبناء الشخصيه المسلمه القويه في ظل دولة فتية كان فيها يُكّرم الانسان بغض النظر عن لونه، او دينه ،او مستواه الاجتماعي او عرقه، او غناه وفقره ، كانت المساواة تتجلى بأرقى وأسمى صورها .
اختيار يوم الهجرة كان رسالة للعالم ان هذه الامه هي امة لا تنتهي ولا تفنى مهما كان حجم المؤمرات والمكر والدسائس والظلم ، ومهما كان عدد المنافقين والعملاء والخونه فيها ،
لقد أراد الله لهذه الامه ان تتميز بكل شيء فكان لها ذلك .
