الجمعة , نوفمبر 15 2024 | 9:22 ص
آخر الاخبار
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / المحامي حسين توفيق العجارمه يكتب : أوفى من السموأل بن عادياء 

المحامي حسين توفيق العجارمه يكتب : أوفى من السموأل بن عادياء 

فيلادلفيا نيوز

تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا… فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ.
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُه ….فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ.

هذه الأبيات الجميله والمؤثرة هي لاحد اشهر الشعراء العرب في العصر الجاهلي ويدعى السموأل بن عادياء
وقد اشتهر هذا الشاعر بالوفاء حتى ذهب مثلاً ” اوفى من السموأل ” ، ومن مواقفه في الوفاء وكراهيته للغدر ان امرؤ القيس وضع عنده اسلحه كأمانة يريد بها الثأر لمقتل والده ، وبعد فترة توفي امرؤ القيس وعلم ملك كنده بوفاته وأرسل الى السمؤال يطلب منه سلاح امرؤ القيس فرفض وقال لا أسلمها الا لأهل صاحبها ، فما كان من الملك الكندي ان جهز جيشاً وحاصر القلعه التي بها السمؤال ، فوقع ابن السمؤال بيد الملك فهدد بقتله ان لم يسلمه السلاح فرفض وقال عباراته المشهوره ” لست من يخون عهوده وينقض وفاؤه ” فقتل الملك الكندي ابن السمؤال ، واستمر صابراً على حصارة حتى عاد ملك كنده ،ثم سلم الامانه لاصحابها .
هذا الرجل السمؤال له الشرف بانه اصبح صهر النبي عليه الصلاة والسلام فهو جد زوجة النبي عليه الصلاة والسلام ام المؤمنين السيده صفيه بنت حيي رضي الله عنها .
لا شبيه لهذا الزمن الذي نعيشه الان في كل الازمنه التي مرت ، حيث انتشر التنصل من العهود وضياع الامانه ،وقلة الوفاء ، وأبتليت الشعوب بمسؤولين ينقضوا عهودهم ولا يبروا بقسمهم ويحنثوا بإيمانهم ، وكأن التنصل من كل ذلك اصبح شيمة هذا العصر وصفةٍ يُتفاخر بها ،
ثم انتقلت هذه الصفات الذميمة والطبائع اللئيمه في المجتمعات وبين الأفراد . فترى التنصل من الالتزامات الماديه والمواقف المعنوية، ونكران المعروف وجحود الجميل . فانعكس ذلك على المحاكم بكثرة القضايا التي تسجل بإعدادها المتزايدة عام تلو العام حتى أرهقت القضاه واعوانهم والجسم القضائي برمته ،
فلا وفاء للمدين للدائن ولا عهد له ، ولا اخلاص للزوج لزوجته ً او العكس ، ولا وفاء للنائب لناخبيه ، ولا وفاء للوزير والمسؤول لمرؤوسيه ورعيته ، ولا رعاية وأمانه للمال العام ، الكل ينهش الكل حتى سقطت المروءه من حسابات الكثير وضاعت الامانه. وضاع معها الوفاء .

وقد صدق السمؤال بقوله :ان الكرام قليل ، وأكاد اخشى على هذا القليل في هذا الزمان ، أن يفنى او يلتحق بالكثير .

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com