فيلادلفيا نيوز
قدمت لنا ازمة 2020 فرصا فريدة لاجراء مراجعات استراتيجية شاملة و لكل مفاصل الدولة، و ذلك على نسق رب ضارة نافعة. اذا انتهت الازمة العالمية بتداعياتها الاساسية، و عدنا الى “الوضع المعتاد” فاننا نكون قد اضعنا لحظة نادرة و تاريخية لاحداث تغييرات ايجابية يمكن لها ان تعيد صياغة مشروع نهضوي اردني متكامل.
المراجعات الشاملة ضرورية و عاجلة و هي تشمل عاداتنا الاجتماعية، و انماط الحياة و الاستهلاك، و اعرافنا الادارية. و كذلك اساليب العمل و التعلم و ممارسات الصحة العامة. المطلوب الان اعادة هيكلة شاملة و عميقة لكل مناحي حياتنا. و هنا، علينا ان نركز على الشباب لانهم عماد الحاضر و دعامة المستقبل.
مطلوب منا تمكين الشباب و اطلاق طاقاتهم الابتكارية و الابداعية. لم لا نقوم باطلاق برامج متخصصة لاستيعاب انجح الشباب و دمجهم في الادارة الحكومية من الان؟ و بعد ذلك نقوم بتسريع ارتقائهم على السلم الوظيفي و المهني للاستفادة من ابداعاتهم، و بذلك نعتمد مبدأ الجدارة لا الاقدمية في الجهاز الحكومي.
الحقيقة هي ان المستقبل يحتاج الى ذكاء من نوع اخر، و ابتكار مستدام. ان استشراف المستقبل و ابتداع اساليبه الجديدة يبنى على العلوم الحديثة، و بالتالي فان عقلية و قيم الادارة الحكومية الاردنية بحاجة الى اعادة تصميم و فرصتنا هي في 2021، فالمستقبل لن ينتظر.
الظروف النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية مواتية لاجراء تغييرات جذرية، فلنغتنمها بجرأة.