فيلادلفيا نيوز
مع بدء استخدام اللقاحات المضادة لكورونا حول العالم، تتحرك الامال بعودة الحياة الى بعض من طبيعتها. و من المنطقي ان نسأل هنا، ماذا تعلم العالم من هذه الازمة الشاملة؟
شاهدنا كيف تدحرجت الازمة ككرة نار و اجتاحت العالم في اشهر قليلة. الانتاج حول العالم واجه الجمود، و كذلك التجارة و الحركة العالميين كانا تحت ضغط شديد، بينما تهاوت النظم الصحية، و عانت المجتمعات نفسيا و اجتماعيا و اقتصاديا، و تخبطت الحكومات و ناقضت نفسها بشكل شبه يومي.
علمتنا ازمة كورونا ان دولا كنا نظنها متميزة لم تتمكن من ادارة اجهزتها الصحية او دعم القطاعات الاقتصادية و المجتمعية بشكل فعال، او من ايصال المعونة الملائمة للفئات الاكثر تعرضا للضرر. و رأينا حكومات، لم تكن قد استثمرت في بنية تحتية ذكية، لم تستطع ان تدير خدماتها الالكترونية بكفاءة، بما في ذلك التعليم و العمل عن بعد، مما ادى الى اضطراب هذه العمليات الحيوية. سيكون لكل لذلك نتائج سلبية طويلة الامد على المجتمعات و خصوصا في التعليم و الصحة.
علمتنا الازمة ايضا ان دور الحكومات لا زال مركزيا في المجتمعات. التوجه السابق نحو تحجيم القطاع العام و تقليص دور الادارة الحكومية لم يجلب الا التدهور. الحكومات هي رافعة التنمية و قاطرتها. الاستثمار في تطوير القطاع العام و اعادة الاعتبار له و دعم الابتكار الحكومي، و الاعتماد على العلم و المعرفة، كلها يجب ان تكون محط الاهتمام في الحاضر و المستقبل القريب.
و تعلمنا ايضا من الازمة ان التعاون و التنسيق الدوليين كانا اقل من المطلوب، و لا زالت تداعيات ذلك واضحة للاسف في عملية توزيع اللقاحات حول العالم. اسس العالم الامم المتحدة و المنظمات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية للتأكد من عدم تكرار اي تباعد دولي يؤدي الى كوارث اخرى. اليوم، و بعد ازمة كورونا، هناك دعوات تطالب باعادة هيكلة هذه المنظمات كاستجابة لما تعلمناه من ضعف التنسيق حول الازمة الحالية.