فيلادلفيا نيوز
كل عام و الوطن و قيادته بالف خير. ها هو عيد رابع يمر علينا و نحن نعيش حالة صعبة بسبب محنة كورنا. في عيد رمضان الماضي، كانت كل امالنا في ان نشهد انفراجة ما بين العيدين، و قد تحققت بحمد الله، و بفضل التزام كبير من الناس بالاجراءات الاحترازية. طالبت الحكومة الناس، و طالبناهم معها، بضبط النفس و التحلي بالصبر و التعاون مع القرارات الحكومية حتى نشهد بعون الله تحسنا ملحوظا قبيل عيد الاضحى المبارك، و قد تحقق بحمد الله.
من يتابع الارقام و الاحصاءات، يجد تحولا ايجابيا جذريا في الاصابات و الوفيات الناجمة عن فيروس كورنا من قبل عيد الفطر السعيد الى اليوم. و لدينا فرصة ثمينة خلال عيد الاضحى المبارك، لكي نعزز هذه النتائج الايجابية و المحافظة عليها. هذه دعوة للجميع بعدم التراخي، او العودة المتسرعة الى نمط حياة ما قبل كورونا. اذا حافظنا على التزامنا فسنحتفل بتخطي هذه الازمة الشديدة. اذا صبرنا على الالتزام بتعليمات السلامة، على صعوباتها النفسية و المعنوية، فسنعيد للاعياد بهجتها و للقاءات الاحبة ودها و رونقها.
تجارب العالم تؤكد ان اهم عوامل حماية المجتمعات خلال الجائحة كانت الالتزام بالاجراءات الاحترازية و التطعيم. و قد اقبل الاردنيون بوعي و مسؤولية وطنية عالية على التطعيم، و التزموا باجراءات التباعد و التعقيم المتواصل. و معروف ان التباعد لكثير من فئات المجتمع فيه تحديات كثيرة. فطلب الرزق اليومي، و استخدام المواصلات العامة، و ضرورة التواجد في الاماكن المزدحمة، هي من اساسيات الحياة الحرجة لقطاعات واسعة من المجتمع. نحييهم جميعا على التعاون و الالتزام، فقد كان في ذلك تضحيات كبيرة.
فدعونا نلتزم عيدا اخر حتى نحتفل بزوال هذه الغمة قبيل عودة المدارس و الجامعات. صبرنا و التزمنا بالكثير، و لم يبقى باذن الله من هذه الازمة الا القليل، و التي كان شعارنا من بدايتها، اشتدي ازمة تزولي. عانى مجتمعنا الكثير خلال هذه الازمة، و على مستويات متعددة، نفسية و اجتماعية و اقتصادية. ارهقتنا الجائحة، و تركت اثارا قاسية في النفوس. ازمة صعبة، مركبة و معقدة، و تحتاج الى وقفات حكومية للتعامل مع تبعاتها العميقة. اما في هذا العيد، فعلينا بالصبر و الانضباط و الله المستعان، و كل عام و انتم بخير.