فيلادلفيا نيوز
في 2 اذار من عام 1921 وصل جلالة الملك، المغفور له باذنه تعالى، عبد الله الاول، الى عمان قادما من معان عازما على توحيد اجزاء المملكة الفيصلية بعد معركة ميسلون و الاحتلال الفرنسي الغاشم لسوريا. جلالته و من معه من الرعيل الاول كانوا يؤمنون بحتمية الوحدة العربية، و كانت الاردن و فلسطين نواة هذا المشروع.
و في 11 نيسان من عام 1921 اصدر الملك المؤسس مرسوما بتاليف الحكومة الاردنية الاولى التي انتقلت بالاردن من عهد الحكومات المحلية الى عصر الدولة الحديثة. عهد الملك الى رشيد طليع برئاسة الحكومة التي اشتملت على سبعة اعضاء. و كانت العروبية هي السمة الغالبة على تشكيل الدولة، بما يتماشى مع طموحات الوحدة، فالاردن كان منذ نشأته، و ما زال، وطن كل من يؤمن بمبادئه، و يدافع عنه، و يسهم في نهضته.
11 نيسان هو بداية مشروع و حلم عربي كبير، و استكمالا لمسيرة اسرة شريفة، مع شعب اصيل. مائة عام من البناء و الفداء قادها ملوك احرار صنعوا من الاردن الرقم الاصعب، و اسسوا لدولة حديثة جامعة مانعة. الاردن، كان و ما زال، مشروعا يمثل ما هو اكبر من الجغرافيا و التاريخ. الاردن ثقافة و رسالة و نموذج يضىء الحاضر و المستقبل.
الاردن بلد تنوع الخلفيات و الثقافات، بلد الانفتاح و الوسطية. الاردن انساني في انتمائه، مدني في حكمه، عروبي في مرجعيته، و عالمي في توجهه. اسس الهاشميون الاردن الحديث منسجما مع ذاته، حكمه رشيد، شعبه متسامح، لا يخاف و لا يعتدي، جيشه عربي، منيع في الذود عن حياضه، و ضميره حي نقي يحب الخير و السلام للعالم اجمع.
مئة عام من الخير، مئة عام من الشموخ، مئة عام من الاصرار و التحدي. مئة عام اكملناها اليوم بجهود الرعيل الاول، و بسواعد و عقول الابناء و الاحفاد. و ها نحن نمخر عباب البحار المائجة بقيادة الاشراف من بني هاشم و بالتفاف الشعب حولهم. فما احلاك و ما اغلاك يا وطن.
اشار العالم كله للاردن بالبنان، و قدروا له وقفاته، و عرفوا قناعاته. ادركوا مبكرا انه حصن منيع للشرف و الكرامة و الاباء. عرفوا قدره على مر العقود فبقي مصانا مهابا، و في ذات الوقت متعاونا متجاوبا مع الخير و السلام. نبراسه قوة الحق لا حق القوة.
قال فيك يا بلدي الشعراء القصائد و غنت لك الاصوات اعذب الالحان. فمن “اردن ارض العزم اغنية الضبا … نبت السيوف و حد سيفك ما نبا”، و “من سمائي شع نور الحق يهدي البشرية … من ربوعي سار ركب الخير ركب المدنية… انا الاردن”، الى “وضاء وجهك يا بلدي…خفاق الراية للابد… تاريخك كبر ابدي… مرفوع الهامة للابد”.
ما اغلاك و ما احلاك يا وطن. يا بلد الابطال، و محط الامال، و فخر الاجيال. حماك الله و سدد خطاك، و وفق و اعان الملك المفدى و ولي عهده الامين. عاش الاردن حرا ابيا سيدا بين الاوطان، فما اغلاه و ما احلاه.